في خطوة جريئة تعكس التوسع العالمي المتسارع في قطاع التكنولوجيا المالية، جمعت شركة إيرواليكس -التي تأسست في ملبورن ونقلت مقرها الرئيسي إلى سنغافورة عام 2023 والمتخصصة في المدفوعات وحلول الأعمال المتعددة العملات- تمويلاً جديداً بقيمة 300 مليون دولار ضمن جولة تمويل من الفئة F.
ويأتي هذا التمويل من مستثمرين كبار مثل Visa Ventures، Salesforce Ventures، DST Global، وLone Pine Capital، بهدف دعم المرحلة الأكثر طموحاً في تاريخ الشركة من حيث التوسع الجغرافي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وبهذا التمويل رفعت الشركة تقييمها إلى 6.2 مليار دولار، وهي تتطلع الآن إلى منطقة الشرق الأوسط، مع تركيز خاص على دولة
الإمارات، كمحور استراتيجي لمرحلة التوسع المقبلة، إذ باشرت في تعيين فرق عمل في كل من أبوظبي ودبي، في خطوة تؤكد التزامها بالمنطقة وتقدمت بطلبات لنيل التراخيص والموافقات وفق الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.
وقال جاك زانغ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إيرواليكس لـCNN الاقتصادية إننا نرى «فرصاً هائلة لعملائنا العالميين للعمل في منطقة الخليج، وفي الوقت نفسه نتعاون مع النظام المحلي لنقدّم لشركات المنطقة بنية تحتية عالمية للنمو والتوسع عالمياً نحتاج إلى أن نكون حيث يوجد عملاؤنا، وحيث تحدث حركة الأموال، وحيث تتدفق التجارة، ومع دخول كل سوق جديد، تتضاعف فرص النمو، فنحن نساعد الشركات المحلية على العمل عالمياً، ونساعد عملاءنا الحاليين في الأسواق الأخرى على دخول هذه الأسواق الجديدة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
نمو وتوسعات
توجد الشركة اليوم في كل من أستراليا والمملكة المتحدة وسنغافورة وأميركا وكندا، إلى جانب شراكات واسعة مع كبريات المصارف الدولية مثل جيه بي مورغان وستاندرد تشارتد ودويتشه بنك وغيرها، والتي تمكنها من تقديم خدمات مثل إنشاء حسابات محلية في أكثر من 60 دولة وإجراء التحويلات المالية الدولية بسرعة وكفاءة، وإصدار بطاقات متعددة العملات في أكثر من 40 سوقاً.
ويتماشى دخول الشركة إلى الإمارات مع التحول الرقمي المتسارع في المنطقة، حيث تعزز الحكومات مناخاً مشجعاً للابتكار في القطاع المالي من خلال الدفع نحو حلول المدفوعات الذكية، والتمويل المفتوح، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق تأتي إيرواليكس كحل جاهز مدعوم بأرقام قوية، إذ تجاوزت قيمة المدفوعات التي عالجتها سنوياً 130 مليار دولار، وتخدم حالياً أكثر من 150 ألف شركة في العالم.
وأضاف زانغ «النظام المالي العالمي الحالي لم يُصمم ليتماشى مع اقتصاد اليوم التي هي اقتصادات عابرة للحدود، نحن نبني أساساً جديداً سريعاً، وسلساً، وقابلاً للتوسع».
وأفاد بأن «عدداً قليلاً جداً من شركات التكنولوجيا المالية بحجمنا ونطاقنا يحقق معدلات النمو التي نحققها، لقد وصلنا إلى 720 مليون دولار كإيرادات سنوية تقديرية في مارس، بمعدل نمو سنوي قدره 90 في المئة، ونتوقع أن نصل إلى مليار دولار هذا العام».
وشدد على أن ما يجذب المستثمرين ليس فقط «نموّنا، بل أيضاً تطور نموذج أعمالنا، فلم نعد مجرد شركة مدفوعات عبر الحدود، نحن الآن منصة مصرفية ومدفوعات عالمية، تقدم خدمات الدفع، والدفع الإلكتروني، والحسابات متعددة العملات، وإدارة النقد، وإدارة الإنفاق، وواجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتوسيع نطاق الأعمال المالية عالمياً».
كما شهدت الشركة نمواً قوياً في أميركا وأوروبا، حيث بلغ متوسط النمو السنوي المركب للأرباح الإجمالية أكثر من 250 في المئة خلال السنوات الأربع الماضية، وتتوقع الشركة الوصول إلى مليار دولار مع نهاية العام.
ولكن لا يقتصر دور إيرواليكس على تسريع حركة الأموال، بل تموضع نفسها الآن كمنصة مصرفية ومالية متكاملة، توفر حلولاً للمدفوعات الإلكترونية، وحسابات متعددة العملات، وبطاقات شركات وموظفين، إلى جانب واجهات برمجة التطبيقات (APIs) التي تتيح دمج خدماتها ضمن منصات الشركات الأخرى.
أهمية مزدوجة
وفي الإمارات، تأتي هذه الخدمات في توقيت حاسم، حيث تسعى أبوظبي ودبي إلى ترسيخ مكانتهما كمراكز إقليمية للابتكار المالي، وتتمتع البنية التحتية التي طورتها إيرواليكس، والتي تتيح إنشاء حسابات محلية في أكثر من 60 دولة، بقدرة على دعم روّاد الأعمال والشركات الناشئة والشركات المتوسطة والصغيرة في المنطقة، وربطهم بالأسواق العالمية، كما تنظر الشركة في عمليات استحواذ محتملة لتسريع النمو في الأسواق التي تواجه فيها منافسة قوية من شركات محلية.
«يمثل الشرق الأوسط ركيزة أساسية في استراتيجيتنا للنمو العالمي». أكد زانغ، "نحن لا ندخل السوق فحسب، بل نطمح لأن نكون شركاء في صياغة مستقبل التكنولوجيا المالية في المنطقة".
وقال زانغ «الفترة الممتدة من 2024 إلى 2025 ستكون الأكثر كثافة من حيث التوسع في الأسواق في تاريخ الشركة، فامتداد بنيتنا التحتية جغرافياً هو ميزة تنافسية جوهرية ونحن نضاعف الاستثمار فيها، لا سيما أنه تم تصميم البنية التحتية المالية لإيرواليكس لربط أسواق متنوعة واستراتيجية حول العالم».
وتخطط إيرواليكس لتعزيز وجودها العالمي عبر الاستحواذات المدروسة، لا سيما في الأسواق التي تتطلب تسارعاً في النمو لمواجهة اللاعبين التقليديين كما قال زانغ، «وعلى غرار استراتيجياتنا السابقة التي استخدمت فيها عمليات الاستحواذ للدخول إلى أسواق جديدة، باتت الشركة اليوم منفتحة على استخدامها كأداة لتوسيع قدراتها التكنولوجية ومنتجاتها، بما يتماشى مع اتساع طموحاتها العالمية».
وفي وقت تسعى فيه دولة الإمارات لتثبيت مكانتها كقوة مالية تكنولوجية عالمية، قد يشكّل دخول إيرواليكس نقطة تحول حيث تلتقي الطموحات العالمية مع الفرص الإقليمية، وتبدأ فعلياً ملامح الجيل الجديد من الأعمال العابرة للحدود.