«قطع الرأس».. أسرار وفنون تلاعب صانع السوق بالسيولة في جلسة لندن

«قطع الرأس».. أسرار وفنون تلاعب صانع السوق بالسيولة في جلسة لندن

في قلب مدينة الضباب، حين تنبض ساعة «بيغ بن» بإيقاع لا يسمعه إلا من كان قلبه على منصة التداول ترقباً لساعة ومنطقة عملية قطع الرأس أو ما يعرف بـ«kill zone» جلسة لندن الصباحية.

عملية قطع الرأس أو ما يعرف بـ«kill zone» جلسة لندن الصباحية، تحدد بدقة ما إذا كان السوق سيصنع من المناطق السعرية الحالية أعلى قاع أو أعلى قمة ليوم التداول.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

منطقة «kill zone» جلسة لندن الصباحية، عندما تحدد أعلى قاع أو أعلى قمة ليوم التداول، فإن هذا يعني أن المكاسب ستكون أعظم مما يتخيل المضارب، كما أنها تعني أن الخسائر ستكون قاسية قد تؤدي إلى الإفلاس.

السيولة هنا خطيرة لأبعد حد، كالنار التي تدفئ وتحرق في آن واحد، لذا فإن عملية «قطع الرأس» ليس مجرد مصطلح، بل هو واقعٌ يوميّ لمن أراد أن يتاجر حينما تبلغ السيولة عنان السماء في جلسة لندن الصباحية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

هناك، حين تُفتح أبواب جلسة لندن، ويبدأ العرض: إنه توقيت «kill zone» جلسة لندن، العرضٌ لا يليق إلا بمن يهوى الرقص على حواف الخطر لأي من أزواج العملات مقابل الدولار.

اليورو والدولار، الإسترليني والدولار، اليورو والإسترليني، هذه ليست عملات فقط، بل جنوداً تتحرك في طابور ضخم، تقوده البنوك والمؤسسات، ويتبعه الأذكياء ممن يتقنون فنون اللحاق دون أن يُسحقوا.

جلسة لندن وأسرار سكب السيولة تُعرف أيضاً بالمال الذكي smart money concept وهو المفهوم الذي يشير إلى تكوين أوامر البيع والشراء عند نفس الأسعار ترقباً لسلوك صانع السوق لأي الحزبين سينتصر؟

جلسة لندن وتوقيت «kill zone» هو بالفعل وقت عصيب، فالبيع قد يجعلك ثرياً حقاً والشراء قد ينسف رصيد حسابك من قوة السيولة وسرعة الحركة وتعاظم حجم السيولة والاندفاع بفجوات سعرية في أحد الاتجاهين.

ما بين الثامنة والحادية عشرة صباحاً بتوقيت لندن على الأكثر يقرر صانع السوق اتخاذ طريقه طوال اليوم، لذا فهي ليست جلسة اعتيادية، بل ميدان معركة تتقاطع فيه القوى المالية الكبرى، المؤسسات ضد الأفراد، إنها معركة «قطع الرأس».

قطع الرأس لأنها عملية اندفاع بيعي أو شرائي تُسكب خلاله السيولة في اتجاه للتلاعب، ومن ثم قطع الرأس ومغايرة الاتجاه بعد توريط أكبر عدد من أوامر البيع والشراء.

قطع الرأس خلال أول ثلاث ساعات من الجلسة، فيما يعرف بـ«kill zone» جلسة لندن وهناك التداول لا يعني إلا كسر المستويات، وسحق التردد، وصعود الجريئين، وتوريط المضاربين.

حينما تعانق السيولة السماء

تبدأ الجلسة في الساعة الثامنة صباحًا بتوقيت غرينتش، لكن السوق يكون قد استنفر قبل ذلك بساعة، لمَ كل هذه الضوضاء؟ لأنها الجلسة التي تتداخل مع طوكيو وتحتضن نيويورك، فتلتقي ثقافات المال وتتناطح رؤوس الأموال.

يرسم السوق في ساعته الأولى خطوطاً عرضية ملؤها التلاعب لا يدوم وجودها طويلاً، يظن البعض أنها دعمٌ أو مقاومة، لكن المحاربين يعلمون أنها مجرد رقصة خداع قبل كسرٍ حتمي. هنا، من لا يدخل في لحظة الكسر، يفوته الموكب.

دقيقة واحدة قد تعني صعوداً مئة نقطة أو هبوطاً في قاعٍ سحيقة.. بيان بطالة هنا، أو قرار فائدة هناك، قد يكون هو الشرارة التي تُطلق المعركة الكبرى.

من أسرار تداول جلسة لندن، وتحديداً عندما يحين «kill zone» فإن صفقة دون وقف خسارة قد تكون المقصلة التي تُنهي طموحك في لحظة.