12 يوماً لإنقاذ صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا.. صفقة تجارية مع أميركا تهدد آلاف الوظائف

12 يوماً لإنقاذ صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا (شترستوك)
12 يوماً لإنقاذ صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا
12 يوماً لإنقاذ صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا (شترستوك)

أطلقت شركة إيه بي أف شوجار -إحدى أعمدة صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا- إنذاراً نهائياً للحكومة مفاده، أمامنا 12 يوماً فقط لإنقاذ هذا القطاع الحيوي.

وجاء التحذير خلال جلسة استماع في لجنة الأعمال والتجارة في البرلمان البريطاني، إذ أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، بول كينوارد، أن غياب الدعم الحكومي بعد الاتفاق التجاري الأخير مع أميركا سيدفعهم نحو البدء في إجراءات إغلاق مصانعهم خلال أسابيع.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتُنتج شركات إيه بي أف شوجار وإنسوس Ensus مجتمعتين ما يقارب كامل القدرة الإنتاجية البريطانية من الإيثانول الحيوي، وهو منتج يُستخرج من محاصيل مثل القمح ويُستخدم لجعل وقود السيارات والطائرات أكثر صداقة للبيئة.

وتُعتبر منتجاته الثانوية، مثل علف الحيوانات وثاني أكسيد الكربون، من المواد الحيوية التي شهدت نقصاً حاداً في 2022.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

لكن صفقة التجارة الموقعة مؤخراً بين لندن وواشنطن، والتي ألغت الرسوم الجمركية البريطانية البالغة 19 في المئة على واردات الإيثانول الأميركي، جاءت بمثابة ضربة قاصمة للصناعة المحلية، في ظل أن المنتجين الأجانب يتمتعون أصلاً بميزة تنظيمية داخل السوق البريطانية، على حد وصف كينوارد.

وأشار إلى أن مصنعي الشركة في «هال» و«تيزايد»، في شمال إنجلترا، أصبحا في مواجهة خطر الإغلاق المباشر، وهو ما سيؤثر على سلاسل التوريد ويوجه ضربة لآلاف العاملين.

وقال كينوارد «بحلول 15 يونيو حزيران، عليّ أن أبلغ المزارعين إذا ما كنت سأوقّع عقود توريد جديدة لمحصول القمح، لماذا أفعل ذلك وأنا لا أملك أي ضمان بأن الحكومة ستتدخل؟».

وتطالب الشركة الحكومة البريطانية بعدة خطوات عاجلة لتفادي الانهيار، أبرزها، منح حزمة دعم مالي قصيرة الأجل تصل إلى 150 مليون جنيه إسترليني (نحو 203 ملايين دولار)، رفع نسبة الإيثانول في وقود السيارات من 10 في المئة إلى 15 في المئة، تسريع دعم إنتاج الوقود المستدام للطائرات، وتعديل القواعد التنظيمية الحالية لإنهاء التفاوت التنافسي بين المحلي والمستورد.

وأكد كينوارد أن الشركة استثمرت نحو 700 مليون جنيه في موقع «هال»، مشدداً على أن خسارة هذا الاستثمار ستكون لها تبعات واسعة على ثقة المستثمرين في قطاعات الاقتصاد الأخضر ببريطانيا، قائلاً «حين تنهار الصناعة، تنهار معها الثقة، فكروا كيف سيؤثر ذلك على قرارات الاستثمار المستقبلي في مشاريع الطاقة النظيفة».

من جهتها، اكتفت الحكومة البريطانية بالإشارة إلى أن وزير الأعمال، جوناثان رينولدز، قد التقى فعلاً مع ممثلي القطاع، وأن كبار المسؤولين «ما زالوا يدرسون الخيارات الممكنة لدعم الشركات المتضررة».

لطالما اعتُبرت صناعة الإيثانول الحيوي في بريطانيا جزءاً أساسياً من توجه البلاد نحو التحول للطاقة النظيفة وتحقيق الحياد الكربوني.

لكن التحديات المتكررة، بدءاً من تقلبات السوق العالمية وانتهاءً بعدم اتساق السياسات التجارية والبيئية، جعلت من هذه الصناعة نقطة ضعف هيكلية تهددها الرياح السياسية أكثر من أي وقت مضى.