أسواق على حافة القلق.. وول ستريت تنتعش رغم تقلبات ترامب التجارية

وول ستريت تحاول النجاة من عدم اليقين الناجم من رسوم ترامب(شترستوك)
وول ستريت تحاول النجاة من عدم اليقين الناجم من رسوم ترامب
وول ستريت تحاول النجاة من عدم اليقين الناجم من رسوم ترامب(شترستوك)

بينما تجاهلت مؤشرات وول ستريت فرض الرسوم الجمركية في أبريل نيسان، وسجلت المؤشرات مستويات قياسية، لا يزال المستثمرون حذرين من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويرون أن الارتفاع هش.

تقدم مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب متجاوزين أعلى مستوياتهما السابقة إلى منطقة مجهولة يوم أمس، ومع ذلك لا يزال المتداولون والمستثمرون حذرين مما قد يخبئه المستقبل.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

أثارت الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها ترامب في 2 أبريل نيسان على شركاء تجاريين رئيسيين اضطراباً في الأسواق المالية العالمية، ووضعت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على أعتاب تصنيف سوق هبوطية عندما أغلق منخفضاً بنسبة 19 بالمئة عن أعلى مستوى إغلاق قياسي له في 19 فبراير شباط.

جاء ارتفاع هذا الأسبوع بعد أن أنهى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وإيران معركة جوية استمرت 12 يوماً، والتي أشعلت شرارة قفزة في أسعار النفط الخام وأثارت مخاوف من ارتفاع التضخم.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

لكن موجة انتعاش بدأت بعد أن استجاب ترامب لذعر التعريفات الجمركية الأولي الذي اجتاح الأسواق المالية بالتراجع عن خططه الأكثر صرامة.

أفاد بنك جي بي مورغان تشيس، في توقعاته نصف السنوية التي نشرها فريق أبحاثه العالمي، بأن البيئة اتسمت بـ«عدم يقين شديد بشأن السياسات».

وقال آرت هوغان، استراتيجي السوق في بي رايلي ويلث: «لا أحد يرغب في إنهاء الأسبوع بميل نحو المخاطرة في محافظه الاستثمارية».

وأضاف: «يدرك الجميع أنه في الوقت الذي يشعر فيه السوق بمزيد من اليقين والثقة، فإن إعلاناً واحداً غير متوقع عن سياسة قد يغير كل شيء»، حتى لو لم يُشعل عاصفة من النوع الذي شهدناه في أبريل.

وقال جوزيف كوينلان، استراتيجي السوق في بنك أوف أميركا، إن جزءاً من هذا الحذر من جانب المستثمرين المؤسسيين قد يُعزى إلى حجم ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 6 بالمئة الذي أعقب إعادة انتخاب ترامب في نوفمبر الماضي، وبلغ ذروته عند آخر ارتفاع جديد سجله المؤشر في فبراير.

وأضاف كوينلان: «كنا متفوقين على أنفسنا»، قال إن التركيز على تحرير الأسواق، وتخفيض الضرائب، والصفقات التجارية أثار «الحماسة الشديدة»، ثم جاءت معارك التعريفات الجمركية.

ويظل كوينلان متفائلاً بشأن مستقبل الأسهم الأميركية، ومتفائلاً بأن نظاماً تجارياً عالمياً جديداً قد يؤدي إلى فتح الشركات الأميركية أسواقاً جديدة وتحقيق إيرادات وأرباح أعلى، لكنه قال إنه لا يزال حذراً: «ستظل هناك تقلبات حادة بسبب غموض السياسات».

أسواق غير مستقرة

قال جيف أوكونور، رئيس قسم هيكلة السوق للأميركتين في ليكويد نت، وهي منصة تداول مؤسسية: «يبدو أن عملاءنا قد أصبحوا غير مبالين بالعناوين الرئيسية، لكنها لا تزال سوقاً غير صحية، حيث يدرك الجميع أن التداول قد يتم بناءً على أهواء بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي».

لا يُظهر التداول في سوق الخيارات أي علامات تذكر على النشوة التي ميزت ارتفاعات أسواق الأسهم في الماضي القريب.

وقال ستيفانو باسكال، رئيس قسم أبحاث مشتقات الأسهم الأميركية في باركليز: «على الصعيد المؤسسي، نرى الكثير من التردد في ملاحقة ارتفاع السوق».

بخلاف موجات البيع الحادة السابقة في السوق، ابتعد المستثمرون المؤسسيون إلى حد كبير عن استخدام خيارات الشراء الصاعدة لمطاردة السوق نحو الارتفاع، وفقاً لقول باسكال، في إشارة إلى الخيارات البسيطة التي تمنح حق الشراء بسعر وتاريخ مستقبليين محددين.

تتجاوز فروق أسعار العرض والطلب على العديد من الأسهم المستويات التي شهدها أوكونور في أواخر عام 2024 بكثير، بينما لا يزال عمق السوق -وهو مقياس لحجم وعدد الطلبات المحتملة- عند أدنى مستوياته التي يتذكرها في الأعوام العشرين الماضية.

قالت ليز آن سوندرز، استراتيجية السوق في تشارلز شواب: «أفضل وصف للأسواق في الشهرين الماضيين، حتى مع تعافيها، هو أنها غير مستقرة»، وأعربت عن قلقها من أن السوق قد يصل إلى «نقطة أخرى من الرضا عن النفس» مماثلة لما شهدناه في مارس آذار، وأضافت سوندرز: «هناك احتمال أن نكون على أهبة الاستعداد لانخفاض آخر».

قال مارك سبيندل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة بوتوماك ريفر كابيتال بواشنطن، إنه ابتكر مصطلح «رئاسة سناب شات» لوصف التأثير المفاجئ لسياسات الرئيس المتغيرة باستمرار على الأسواق.

وأضاف سبيندل، في إشارة إلى تقلبات ترامب السياسية: «يبدو وكأنه متداول يومي أكثر منه مستثمر مؤسسي طويل الأجل، ففي لحظة يرفض التفاوض، وفي اللحظة التالية يتفاوض».

ومن المؤكد أن المتداولين يعتبرون هذه التحولات السريعة في المسار إيجابية في ظل الارتفاع الحالي، ما يشير إلى استعداد ترامب للاستماع إلى إشارات السوق.

وقال ستيف سوسنيك، استراتيجي السوق في شركة إنتراكتيف بروكرز: «في الوقت الحالي على الأقل، تبدي الأسهم استعداداً لتجاهل المخاطر المصاحبة لهذا الأسلوب وغياب السياسات المتسقة، ومنح الإدارة فرصة باعتبارها (صديقة للسوق)».

(رويترز)