محاكمة بـ8 مليارات دولار تهز «ميتا».. وزوكربيرغ أبرز المتهمين

محكمة أميركية تبحث أكبر خرق خصوصية في تاريخ ميتا (شترستوك)
محاكمة بـ8 مليارات دولار تهز ميتا.. وزوكربيرغ أبرز المتهمين
محكمة أميركية تبحث أكبر خرق خصوصية في تاريخ ميتا (شترستوك)

تبدأ محكمة ديلاوير هذا الأسبوع النظر في دعوى مدنية غير مسبوقة تستهدف مارك زوكربيرغ ومجموعة من كبار مسؤولي شركة ميتا في قضية تسعى لاسترداد 8 مليارات دولار دفعتها الشركة كغرامات وتكاليف قانونية عقب فضيحة «كامبريدج أناليتيكا».

ويتهم المساهمون، ومن بينهم صناديق تقاعد كبرى مثل صندوق معلمي ولاية كاليفورنيا، مؤسس ميتا والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ، بتجاهل اتفاق وُقّع عام 2012 مع هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية، يلزم الشركة بحماية بيانات المستخدمين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتقول الدعوى التي كشفت تفاصيلها وكالة رويترز، إن زوكربيرغ سمح لاحقاً بجمع بيانات ملايين المستخدمين دون علمهم، في انتهاك مباشر للاتفاق.

وتستند الدعوى إلى تسريبات عام 2018 كشفت أن شركة «كامبريدج أناليتيكا» حصلت على بيانات شخصية دون موافقة المستخدمين، واستُخدمت تلك البيانات لدعم الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

مسؤولون سابقون في دائرة الاتهام

تشمل الدعوى مسؤولين حاليين وسابقين في ميتا، منهم شيريل ساندبرغ، الرئيسة السابقة للعمليات، والمستثمر الشهير مارك أندريسن، وبيتر ثيل مؤسس «بالانتير»، وريد هاستينغز الشريك المؤسس لـ«نتفليكس»، ويطالب المساهمون هؤلاء بإعادة المبالغ التي دفعتها الشركة بسبب انتهاكات خصوصية حدثت تحت إشرافهم.

ويُتوقع أن يكون زوكربيرغ الشاهد الأبرز في المحاكمة، التي تُعقد دون هيئة محلفين وتستمر 8 أيام، وتركّز على ما إذا كان أعضاء مجلس الإدارة قد فشلوا كلياً في أداء واجباتهم الرقابية.

وترى المحكمة أن الدعوى تُعدّ من أكثر القضايا تعقيداً في مجال قانون الشركات، إذ يتوجب على المساهمين إثبات «فشل رقابي مطلق» من جانب المجلس، وهو ما لم يُختبر في محاكم الشركات من قبل.

وكان قاضي المحكمة السابق قد رفض طلب المتهمين إسقاط القضية قبل المحاكمة، مؤكداً أنها تتعلق بـ«انتهاكات على نطاق ضخم»، في إشارة إلى التأثير الواسع لاستخدام بيانات أكثر من 3 مليارات مستخدم حالياً على منصات ميتا.

زوكربيرغ يبيع أسهماً قبل الانهيار

تشير وثائق القضية إلى أن زوكربيرغ باع جزءاً من أسهمه قبل تفجّر الفضيحة، محققاً أرباحاً تزيد على مليار دولار، ويقول المساهمون إن التوقيت يثير الشبهات بشأن استخدامه معلومات داخلية، أما فريق الدفاع فيقول إن البيع كان بموجب خطة تداول قانونية تهدف لتمويل أعمال خيرية.

وتُحاكَم ميتا اليوم بسبب أحداث تعود إلى عقد مضى، لكنها تواجه في الوقت نفسه تدقيقاً جديداً بشأن استخدام بيانات المستخدمين لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد تأكيدها استثمار مليارات الدولارات في هذا المجال منذ عام 2019.

وتبقى المحاكمة اختباراً حاسماً لمبدأ مسؤولية المديرين التنفيذيين أمام المساهمين، وقد تشكّل سابقة تدفع الشركات الكبرى إلى مراجعة سياساتها الداخلية فيما يخص حماية الخصوصية والحوكمة.