تقدمت شركة ميني ماكس الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، والمدعومة من عملاقي التكنولوجيا علي بابا وتينسنت، بطلب اكتتاب عام أولي في بورصة هونغ كونغ، في خطوة تشير إلى تسارع وتيرة دخول شركات الذكاء الاصطناعي الصينية إلى الأسواق العامة. وأفادت مصادر مطلعة بأن الشركة التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها، وتبلغ قيمتها السوقية نحو 4 مليارات دولار بعد جولة تمويل أخيرة، تستهدف الطرح قبل نهاية عام 2025، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
كما قامت ميني ماكس بتقديم خطة إدراجها إلى هيئة تنظيم الأوراق المالية الصينية لمراجعتها، ما يعكس جدية خطواتها نحو الإدراج.
تأسست ميني ماكس في عام 2021، ونجحت في تطوير عدد من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تستخدم في تطبيقات مرافقة للمستخدمين ووكالات ذكية يعتمد عليها منشئو المحتوى.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وعلى الصعيد العالمي، تدير الشركة روبوت المحادثة توكي، الذي ينافس منصات شهيرة مثل كاراكتر إيه آي في السوق الأميركية.
وفي يونيو حزيران الماضي، كشفت الشركة عن نموذج استدلال جديد يدعى M1، قالت إنه يتفوق على نموذج ديب سيك المنافس في بعض قدرات التفكير، ويتميز باستهلاك أقل بنسبة 70% من قدرة الحوسبة مقارنة بديب سيك R1 في بعض المهام.
وقد حل نموذج ميني ماكس في المركز 18 على منصة تشاتبوت أرينا، وهي منصة متخصصة في تصنيف أداء نماذج الذكاء الاصطناعي بناء على قدراتها اللغوية.
سباق الطروحات وتحول استراتيجي في السوق
تشير هذه الخطوة إلى أن بورصة هونغ كونغ بدأت تستعيد جاذبيتها كمركز مالي للطروحات العامة، خاصة في ظل عزوف متزايد من الشركات الصينية عن التوجه إلى السوق الأميركية، بسبب الضبابية الجيوسياسية وزيادة التدقيق التنظيمي في واشنطن.
وبحسب بيانات ديالوغيك، فقد جمعت هونغ كونغ 13.66 مليار دولار من أكثر من 40 اكتتاباً خلال النصف الأول من عام 2025، متجاوزة بذلك إجمالي ما جُمع في عام 2024 بالكامل.
وتسهم سياسات الدعم الحكومي في الصين، لا سيما في قطاع الذكاء الاصطناعي، في دفع هذا التوجه نحو الأسواق المحلية أو الإقليمية، وتشجع السلطات الصينية الشركات المملوكة للدولة على تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالتوازي مع دعم مالي حكومي مباشر لنمو الشركات الناشئة في هذا المجال.
في السياق ذاته، تستعد شركة ذيبو إيه آي (Zhipu AI)، وهي مطور آخر لنماذج اللغة الكبيرة ومقرها بكين، لطرح عام، لكنها لا تزال تدرس موقع الإدراج.
وتعد الشركة واحدة من أبرز المنافسين في المجال، وتضم بين مستثمريها أيضاً علي بابا وتينسنت.
من تدريب النماذج إلى التطبيقات
يُلاحظ تحول استراتيجي بين بعض شركات الذكاء الاصطناعي في الصين، من التركيز على تطوير نماذج لغوية ضخمة، إلى التركيز على التطبيقات العملية لهذه النماذج.
وقد جاء ذلك في أعقاب النجاح الذي حققته شركة ديب سيك، التي فاجأت السوق بإطلاق نماذج مفتوحة المصدر ذات أداء قوي وتكلفة منخفضة.
ويبدو أن ميني ماكس تحاول تعزيز موقعها في هذا السباق من خلال تسريع استراتيجياتها التمويلية، وطرح أسهمها للاكتتاب، في خطوة قد تمهد لمزيد من التوسع الإقليمي والعالمي.
طرح مرتقب في سياق متغير
من المتوقع أن يفتح الاكتتاب العام لميني ماكس الباب أمام شركات ناشئة أخرى في مجال الذكاء الاصطناعي في الصين، لاستكشاف أسواق رأس المال في هونغ كونغ، في وقت يتسم بتنافس عالمي حاد على ريادة القطاع.
ويرى محللون أن مثل هذه الطروحات تعكس تداخلاً متزايداً بين رؤوس الأموال التقنية الكبرى والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يرشح هونغ كونغ لأن تصبح مركزاً آسيوياً رئيسياً لتمويل شركات الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي.