بعد أسابيع من الحرائق والأعاصير النارية التي ضربت الساحل الغربي الأميركي، ضرب زلزال بقوة 3.8 درجة على مقياس ريختر أجزاء من نيو إنغلاند صباح أمس الاثنين.
وشعر الناس بالاهتزازات من بوسطن إلى بورتلاند بولاية مين، حسب ما ذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، وهذا بعد أن ضرب زلزال بلغت قوته 2.4 درجة شمال نيوجيرسي ومدينة نيويورك بعد ظهر يوم الجمعة.
وقالت الهيئة إن مركز الزلزال الأحدث كان على بعد نحو 7 أميال جنوب شرق ميناء يورك بولاية مين، وتم تقدير قوته بنحو 3.9 درجة في مركزه.
كانت أميليا ناديلو على بعد أقل من 10 أميال من مركز الزلزال عندما اهتزت الأرض بعنف وأثارت ما وصفته بأنه «10 إلى 15 ثانية» من الرعب.
وقالت ناديلو، المديرة التنفيذية لشركة يورك لاند تراست «شعرت وكأن الفرن ينفجر وشاحنة تصطدم بمبنانا وألواحنا الشمسية تتساقط، كل ذلك في الوقت نفسه، كان الأمر صاخباً للغاية، وهرعنا جميعاً خارج مكاتبنا وتأكدنا من أن الجميع بخير».
وحثت وكالة إدارة الطوارئ في مقاطعة يورك السكان على عدم الاتصال برقم 911 ما لم يحتاجوا إلى مساعدة عاجلة، وقالت في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «نؤكد أن زلزالاً محدوداً وقع في الساعة 10:22 صباحاً شعرنا به في جميع أنحاء المقاطعة، لا يوجد خطر تالٍ على البشر، لمساعدة مراكز الدعم لدينا يرجى عدم الاتصال برقم 911 ما لم تكن هناك حالة طارئة».
وقالت ناديلو إن الزلزال في منطقة غير متوقعة يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للشركات والمدارس وأصحاب المنازل في كل مكان، ولا بد من بحث إمكانية وجود بروتوكولات أمان للزلازل، «كان حدوث زلزال في ولاية مين أمراً صادماً للغاية، بالتأكيد ليس لدينا خطة أو بروتوكول للزلازل، لذلك يجب أن نفكر في ذلك».
وقالت عالمة الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سوزان هوف، لشبكة سي إن إن «إن الزلزال ربما لا يرتبط بالزلزال الذي بلغت قوته 2.4 درجة والذي شعر به المواطنون في شمال نيوجيرسي ومنطقة مترو مدينة نيويورك بعد ظهر يوم الجمعة»، لأن مركزي الزلزالين بعيدان جداً عن بعضهما بحيث لا يمكن ربطهما بشكل مباشر، حيث يفصلهما نحو 230 ميلاً.
مستقبل الزلازل
قالت هوف، «يُعتبر ساحل المحيط الأطلسي حدوداً سلبية للصفائح، على عكس حدود الصفائح النشطة على الساحل الغربي، لذلك تميل الزلازل إلى أن تكون أصغر وأقل تواتراً على الساحل الشرقي».
لكن الزلازل مثل زلزال أمس الاثنين بقوة 3.8 درجة والزلزال الأكثر تأثيراً بقوة 4.8 درجة الذي هزّ جزءاً كبيراً من نيويورك في أبريل الماضي يمكن أن يؤديا إلى المزيد من الاهتزازات في المنطقة.
وقالت هوف «إحصائياً يزيد نشاط الزلازل دائماً من فرص حدوث المزيد من النشاط، لقد أزعجنا القشرة الأرضية بالفعل».
وقال المسح الجيولوجي الأميركي إن الزلازل ذات الضرر المعتدل تضرب منطقة نيو إنغلاند كل بضعة عقود، ويتم الشعور بالهزات الأصغر مرتين في السنة.
وكان آخر زلزال (معتدل) في نيو إنغلاند بقوة 5.6 درجة في عام 1940.