{{ article.article_title }}

{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
{{ article.image_path && article.image_path.media_type !== '6' ? article.image_path.image_caption : '' }}
author image clock

{{ article.author_name }}

{{ article.author_info.author_description }}

ضرب الرئيس دونالد ترامب أكبر 3 شركاء تجاريين لأميركا برسوم جمركية شاملة، وهو استخدام أكثر عدوانية لسلاحه الاقتصادي المفضل، الذي وصفه بأنه «أعظم شيء اختُرِع على الإطلاق».

إنها مقامرة هائلة، ويمكن القول إنها أكبر من أي سياسة اقتصادية سنّها ترامب خلال أربع سنوات في البيت الأبيض، وهذه الاستراتيجية لديها القدرة على تدمير الشيء الذي يهتم به العديد من الناخبين أكثر من أي شيء آخر: تكلفة المعيشة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قد تأتي قيود ترامب بنتائج عكسية، وترفع أسعار المستهلكين المرتفعة بالفعل، أو تهز سوق الأوراق المالية المهتزة بالفعل، أو تضرب الوظائف في مقتل في حرب تجارية كاملة.

وقالت زميلة بارزة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ماري لوفلي، لشبكة CNN في مقابلة هاتفية «قد يكون هذا أكبر هدف ذاتي يُسجل في التاريخ، هذه مقامرة ضخمة، إنها وصفة لإبطاء الاقتصاد وزيادة التضخم».

وذهبت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أبعد من ذلك، ونشرت مقال رأي لاذعاً يوم السبت بعنوان «أغبى حرب تجارية في التاريخ».

عالم مختلف تماماً

ينظر ترامب إلى التعريفات الجمركية كأداة تفاوض سحرية للقضاء على العجز التجاري، وغالباً ما يُشير الرئيس وأنصاره، وهي إشارة صحيحة، إلى أن التعريفات الجمركية خلال فترة ولايته الأولى لم تتسبب في تضخم كبير، لكن تلك كانت تعريفات مختلفة، لأنها تطبق في عالم مختلف وفي وقت مختلف.

شرع ترامب في فرض تعريفات جمركية على 1.4 تريليون دولار من السلع المستوردة أمس السبت، وهذا أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة السلع التي فرض رسوماً جمركية عليها خلال فترة ولاية ترامب الأولى، وفقاً لتقديرات مؤسسة الضرائب الحكومية.

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى لم يكن التضخم مشكلة حقيقية، لكن اليوم أصبحت الحياة أكثر تكلفة بكثير في متجر البقالة وفي وكالات بيع السيارات وفي كل مكان آخر تقريباً.

لماذا تحرق منزلك بنفسك؟

لقد زعم البيت الأبيض بأن رسوم ترامب الجمركية لن تسبب مشكلات للاقتصاد الأميركي، لكن بعض خبراء الاقتصاد والتجارة قلقون للغاية لأن هذه الرسوم تستهدف أقرب جيران أميركا، كندا والمكسيك.

خلال فترة ولايته الأولى هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على كندا والمكسيك لكنه لم يضغط على الزناد.

قد يتسبب فرض رسوم جمركية شاملة على كندا والمكسيك في فوضى في سلسلة التوريد باقتصاد قارة أميركا الشمالية المترابط بشكل وثيق، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

يهدد فرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المئة على أقرب شركائنا التجاريين بتدمير القوة الاقتصادية في أميركا الشمالية، التي تعتمد عليها الولايات المتحدة، لماذا تريد حرق منزلك؟» قالت كريستين ماكدانييل، الباحثة البارزة في مركز ميركاتوس بجامعة جورج ماسون.

هذا صحيح وواضح جداً في صناعة السيارات، وغالباً ما تعبّر مدخلات الإنتاج وأجزاء السيارات الحدود عدة مرات قبل وصول السيارة إلى يد المشتري، وقدرت شركة وولف للأبحاث أن متوسط سعر السيارات الأكثر رواجاً في الولايات المتحدة قد يزيد بمقدار 3 آلاف دولار بسبب الرسوم الجمركية.

البقالة في خطر

المكسيك هي أكبر مُصدر للفواكه والخضراوات في أميركا، في حين تحتل كندا المرتبة الأولى في الحبوب والماشية واللحوم والسكر.

وقالت ماري لوفلي، الزميلة البارزة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، إنها واثقة «بشدة» من أن الرسوم الجمركية ستتسبب في ارتفاع أسعار المستهلكين، خاصةً في قطاعي التجزئة ومواد البناء، «لن يرفع الجميع أسعارهم غداً، سنرى ارتفاعاً بطيئاً للأسعار، ففي أسبوع سيكون في متجر البقالة، وفي أسبوع آخر سيكون في أسعار المنازل».

ويؤدي ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج إلى إضعاف إنفاق الشركات والمستهلكين، ويثير قلق المستثمرين ومسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي.

إن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على المكسيك وكندا والصين، جنباً إلى جنب مع التعريفات الانتقامية المتوقعة لتلك البلدان، يمكن أن تمحو 1.5 نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة عام 2025، و2.1 نقطة مئوية أخرى عام 2026، وفقاً لتقديرات جريجوري داكو، كبير خبراء الاقتصاد في شركة إي. واي.

كتب داكو في تقرير يوم الجمعة الماضي «قد تؤدي الزيادات الحادة في التعريفات الجمركية ضد شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى صدمة تضخمية، وضربة سلبية لنمو الاقتصاد، وتقلبات في السوق المالية».

«اللعب بالنار»

ستجبر التعريفات الجمركية البنك المركزي الأميركي على تأخير تخفيضات أسعار الفائدة.

قال داكو في التقرير الحديث، «إذا دفعت التعريفات الجمركية توقعات التضخم إلى الارتفاع، فقد يشعر بنك الاحتياطي الفيدرالي بالضغط للحفاظ على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية فترة أطول، ما يؤدي إلى تشديد الظروف المالية وإثقال كاهل زخم النمو».

بالطبع، لا يزال من السابق لأوانه أن نقول بالضبط كيف ستتكشف كل هذه الأحداث، فهناك العديد من المتغيرات، بما في ذلك كيفية تفاعل سلاسل التوريد المعقدة ورد فعل المستهلكين.

ومن الممكن أيضاً التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة قبل أن تتسبب الرسوم في أضرار حقيقية.