شهدت مبيعات تسلا انخفاضاً غير مسبوق وخسارة كبيرة لحصتها في السوق لصالح منافسيها، بالإضافة إلى سلسلة من الأخبار السيئة لعملاق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، ما يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت سياسات الرئيس التنفيذي المثير للجدل، إيلون ماسك، هي المسؤولة عن هذا التدهور.
ما هو معروف هو أن تسلا شهدت أول انخفاض لها على الإطلاق في المبيعات العالمية السنوية العام الماضي، إذ انخفضت المبيعات بنسبة 1 في المئة عن عام 2023.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
لن يكون هذا انخفاضاً كبيراً لشركات أخرى، ولكنه انخفاض ملحوظ في شركة سجلت زيادة في المبيعات بنسبة 38 في المئة و40 في المئة في العامين السابقين على التوالي، كما سجل سعر سهم الشركة على مدى العقد الماضي نمواً ضخماً مدعوماً إلى حدٍ كبير بالنمو المستقبلي المتوقع للشركة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
على نطاق زمني أصغر، شهدت تسلا انخفاضاً حاداً بنسبة 16 في المئة في مبيعات الولايات المتحدة في ديسمبر ويناير، ويتعين على الشركة بذل جهود كبيرة لدفع مبيعاتها لتحقيق أهدافها السابقة.
في ظل هذه الظروف الصعبة يقود شركة تسلا رئيسٌ تنفيذيٌ تتعلق عيناه بالحكومة الفيدرالية إلى جانب أربع شركات أخرى على الأقل يشارك فيها.
قالت ستيفاني فالديز ستريتي، مديرة رؤى الصناعة في شركة كوكس أوتوموتيف "لا يزال من المبكر جداً قياس رد فعل المواطنين على تدخلات ماسك السياسية، ولا يمكننا تحديد أن الاستقطاب السياسي هو الذي يدفع الناس إلى شراء أو تجنب شراء تسلا".
أصبح ماسك محور الكثير من الاهتمام بسبب تحركاته لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية حيث يشارك الرئيس ترامب مؤتمراته الصحفية في المكتب البيضاوي.
وربما تأتي أكبر علامة على التحول في اهتمامات المستهلكين من شركة ستاندرد آند بورز غلوبال موبيليتي، التي قسّمت البيانات إلى "الولايات الزرقاء"، أي الولايات التي صوتت للمرشحين الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأربع الأخيرة، و"الولايات الحمراء" حيث فاز الجمهوريون بأربع انتخابات متتالية.
في الولايات الزرقاء انخفضت نسبة المشترين المتكررين لتسلا من 72 في المئة في الربع الأخير من عام 2023 إلى 65 في المئة في الربع الأخير من عام 2024، وفي الوقت نفسه ارتفع عدد المشترين المتكررين لتسلا في الولايات الحمراء بشكل طفيف من 47.6 في المئة في نهاية عام 2023 إلى 48.2 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.
أدى انخفاض معدل الولاء لمالكي تسلا في الولايات الزرقاء إلى خسارة تسلا نحو نقطة مئوية كاملة من حصتها السوقية بشكل عام في تلك الولايات، والتي تشمل بعض أكبر أسواق السيارات في البلاد، مثل كاليفورنيا.
هناك بعض الأدلة الإضافية التي تشير إلى أن بعض المشترين ربما انزعجوا من النشاط السياسي لماسك، وتشير ستيفاني فالديز ستريتي، مديرة رؤى الصناعة في شركة كوكس أوتوموتيف، إلى استطلاع رأي المشترين المحتملين للسيارات هذا الشهر، الذي أجرته شركة مورنينغ كونسلت، والذي أظهر أن ما يقرب من 32 في المئة من المشترين في الولايات المتحدة "لن يفكروا" في شراء سيارة تسلا، مقارنةً بنسبة 27 في المئة في استطلاع أجرته الشركة قبل عام، و17 في المئة فقط عندما طرحت الشركة السؤال نفسه في فبراير 2021.
ووجد استطلاع أجرته جامعة كوينيبياك في يناير أن 53 في المئة من الناخبين لا يوافقون على لعب ماسك دوراً بارزاً في إدارة ترامب، مقارنةً بـ39 في المئة وافقوا على هذا الدور.
السعر والتحديث
هناك العديد من العوامل الأخرى التي من المحتمل أن تكون أسهمت في انخفاض مبيعات تسلا الجديدة، وأبرزها زيادة المنافسة، إذ أمضت شركات صناعة السيارات الغربية العريقة مثل جنرال موتورز وفورد وفولكس فاغن السنوات القليلة الماضية في طرح نماذج جديدة من المركبات الكهربائية، وأحياناً كثيرة بأسعار أقل من تسلا.
بالمقارنة أجرت تسلا تغييرات متواضعة نسبياً على مجموعتها الرئيسية؛ السيدان من طرازي Y و3 وسيارات الدفع الرباعي من طرازي X وY.
والطراز الجديد الوحيد، شاحنة بيك أب سايبرتراك، هو مركبة باهظة الثمن لم تحقق سوى مبيعات متواضعة.
هناك أيضاً منافسة جديدة كبيرة من شركة صناعة السيارات الصينية BYD، التي تفوقت على شركة تسلا بهامش كبير في الربع الرابع من عام 2024.
واستحوذت BYD على حصة سوقية كبيرة كانت تمتلكها تسلا في الصين وأوروبا، لكنها لم تقتحم السوق الأميركية بعد.
وانخفضت مبيعات تسلا في ألمانيا في يناير بنسبة 59 في المئة مقارنةً بالعام الماضي، وفقاً لهيئة النقل الفيدرالية الألمانية للسيارات.
وتُعد عمليات شراء السيارات، مثلها مثل شراء المنازل، من بين أكبر المشتريات وأكثرها احتياجاً للتفكير بعناية، ويقول إيفان دروي، مدير الرؤى في موقع شراء السيارات إدموندز، إنهم ينظرون عموماً في المقام الأول إلى السعر والخيارات والقيمة المتصورة أكثر من عوامل مثل التوجهات السياسية للرئيس التنفيذي، حيث "هناك شريحة ضخمة من السكان لا تهتم بالسياسة"، مضيفاً "سيضع الكثير من الناس مشاعرهم السياسية جانباً عند إجراء عملية شراء كهذه ويركزون على السعر".