إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة.. فالذكاء الاصطناعي ملجؤك

إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة.. فالذكاء الاصطناعي ملجؤك (شترستوك)
إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة.. فالذكاء الاصطناعي ملجأك
إذا كنت تبحث عن وظيفة جديدة.. فالذكاء الاصطناعي ملجؤك (شترستوك)

ارتفع الطلب على الوظائف في قطاع الذكاء الاصطناعي في العامين الماضيين بحسب أكثر من دراسة في الولايات المتحدة، ما يشير إلى أن هذه المهارات مطلوبة بشدة، في سوق العمل.

فبحسب تحليل من إيه آي مابس، وهو تعاون بين كلية سميث للأعمال بجامعة ماريلاند وشركة لينك آب، يتتبع البرنامج نمو وظائف الذكاء الاصطناعي عبر قطاعات مختلفة في الولايات المتحدة، مثل التصنيع والتجزئة، ارتفعت وظائف الذكاء الاصطناعي بنسبة 68 بالمئة في الولايات المتحدة منذ نهاية عام 2022، فيما انخفضت كل الوظائف المعلن عنها بشكل عام بنسبة 17 بالمئة في الفترة نفسها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

قال أستاذ الاستراتيجية والعولمة وريادة الأعمال في كلية سميث للأعمال بجامعة ماريلاند والذي شارك في قيادة البحث، أنيل جوبتا، إن التحليل أظهر كيف أدى إطلاق روبوت الدردشة تشات جي بي تي الذي طورته أوبن إيه آي إلى ارتفاع كبير في نشر الوظائف، ليحل محل العديد من الوظائف المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات.

ووفقاً لبيانات أخرى من زيب ريكرويتر، نمت الوظائف المعلن عنها في مجال الذكاء الاصطناعي على الموقع بنسبة 124 بالمئة من عام 2023 إلى نهاية عام 2024.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

في يناير، أدرج موقع لينكد إن مهندس الذكاء الاصطناعي ومستشار الذكاء الاصطناعي باعتبارهما أسرع الوظائف نمواً في الولايات المتحدة، ووجدت بس دبليو سي العام الماضي أن الوظائف التي تتطلب مهارات الذكاء الاصطناعي كانت تنمو بأكثر من 3 أضعاف سرعة جميع الوظائف.

قال جوبتا إن وظائف الذكاء الاصطناعي مطلوبة بشكل خاص في قطاع الاستشارات، إذ تقوم الشركات غير المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عادةً بتوظيف شركات استشارية للمساعدة في تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي.

خفض القوة العاملة في شركات التكنولوجيا

وبينما أدى الذكاء الاصطناعي إلى ظهور بعض أنواع الوظائف الجديدة، خفضت شركات التكنولوجيا العملاقة أيضاً قوتها العاملة بعد الإعلان عن استثمارات كبيرة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن عمليات التسريح لم تكن كلها بسبب استبدال الذكاء الاصطناعي للعمال البشريين.

في العام الماضي، سرَّحت شركة غوغل عمالاً في أقسام مساعد غوغل والأجهزة بعد بضعة أشهر من الإعلان عن استثمار بمليارات الدولارات في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة انثروبيك.

ووجد استطلاع للمنتدى الاقتصادي العالمي الشهر الماضي أن 41 بالمئة من أصحاب العمل يعتزمون تقليص حجم قوتهم العاملة لصالح الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

قالت جوليا بولاك، كبيرة الاقتصاديين في زيب ريكرويتر «لقد قاموا بمركزة الوظائف، والقضاء على الأدوار غير الضرورية، ومراجعة كل وظيفة وتقليل طبقات الإدارة، والتركيز بشكل وثيق على التحكم في التكاليف، كان هذا نتيجة مباشرة لارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض الوصول إلى الائتمان».

وأضافت بولاك أنه على الرغم من الطلب المتزايد على وظائف الذكاء الاصطناعي، فمن السابق لأوانه معرفة كيف يؤثر طفرة الذكاء الاصطناعي على وظائف معينة.

وأوضحت أن خطط التوظيف قد تكون أصغر الآن لأن أدوات الذكاء الاصطناعي جعلت بعض المجالات، مثل كتابة المحتوى، أكثر كفاءة.

وانخفضت الوظائف المعلن عنها في مجال تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك تلك التي تكتب برامج غير مرتبطة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 27 بالمئة منذ نهاية عام 2022، وفقاً لجوبتا.

وتمتد جهود الشركات «لإنجاز المزيد بموارد أقل» إلى ما هو أبعد من استخدام الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، وأفادت شركة ريفيليو لاب الأسبوع الماضي بأن الشركات الأميركية تقوم بشكل متزايد بتوظيف المناصب التي تتطلب مهارات عالية في الخارج، وخاصة تلك المناسبة للعمل عن بُعد.

أما فيما يتعلق بالمخاوف من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى البطالة الجماعية، فقد قدم جوبتا وجهة نظر أكثر تفاؤلاً، قائلاً إنه يعتقد أن عالم الشركات سوف يتكيف بدلاً من ذلك مع الكفاءة التي تمكنها التكنولوجيا.

ديب سيك دفعة لسباق الذكاء الاصطناعي

إن سباق الذكاء الاصطناعي العالمي بدأ للتو، كما يتضح من الإصدار الأخير لـ«ديب سيك»، وهي شركة ناشئة صينية هزت السوق بنموذج ذكاء اصطناعي طورته بجزء بسيط من تكلفة المنافسين الأميركيين مثل تشات جي بي تي.

وقال جوبتا إن نهج ديب سيك مفتوح المصدر، يمكن أن يسرع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي، وأضاف: «سيؤدي هذا إلى نشر أسرع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في كل صناعة، سواء كانت تطوير البرمجيات أو الخدمات التقنية أو الخدمات المصرفية أو التأمين أو التصنيع أو الزراعة».

استثمارات متزايدة في القطاع

منذ أكثر من عامين منذ أن ساعد تشات جي بي تي في إشعال شرارة طفرة الذكاء الاصطناعي، لا تزال شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة تقوم باستثمارات ضخمة في برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.

وفي يناير، أعلنت مايكروسوفت عن خطط لاستثمار نحو 80 مليار دولار في السنة المالية 2025 في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وأعلن الرئيس دونالد ترامب عن إنشاء ستارجيت، وهو تعاون بين أوبن إيه آي وسوفت بنك وأوراكل يخطط لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.

أفادت شركة المحاسبة إرنست آند يونغ في ديسمبر بأن 97 بالمئة من قادة الأعمال الذين استثمرت منظماتهم في الذكاء الاصطناعي شهدوا عوائد إيجابية على الاستثمار.

قالت جوليا بولاك، لكن العديد من الشركات قد لا تزال بطيئة في تبني التكنولوجيا وسط مخاطر الخصوصية والأمن المحتملة.