يتفاقم الوضع المالي للأميركيين من ذوي الدخل المحدود، حيث يواجه عدد متزايد منهم صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية وسط استمرار التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، وأكدت شركة دولار جنرال التي تُعد مؤشراً اقتصادياً على صحة المتسوقين من الشرائح ذات الدخل المنخفض والمتوسط، أن عملاءها يواجهون تحديات غير مسبوقة، إذ بات العديد منهم مضطراً للتخلي حتى عن الضروريات.
ومع تصاعد الضغوط الاقتصادية، وتحذيرات من تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي، يلوح في الأفق خطر ركود اقتصادي قد يُعمّق الأزمة المالية للأسر الأميركية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
مؤشرات دولار جنرال
يبلغ دخل عملاء دولار جنرال الأساسيين أقل من 40 ألف دولار سنوياً، وتمتلك السلسلة أكثر من 20 ألف متجر، معظمها في المناطق الريفية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
صرَّح تود فاسوس، الرئيس التنفيذي لشركة دولار جنرال، في مكالمة هاتفية يوم الخميس: "يواصل عملاؤنا الإبلاغ عن تدهور وضعهم المالي خلال العام الماضي نتيجة تأثرهم سلباً ب
التضخم المستمر".
وأضاف: «يُبلغ العديد من عملائنا أن لديهم ما يكفي من المال فقط للضروريات الأساسية، وأشار البعض إلى أنهم اضطروا إلى التضحية حتى بالضروريات».
انخفض التضخم في فبراير شباط لأول مرة منذ خمسة أشهر، لكن تكاليف الإسكان والرعاية الصحية وغيرها لا تزال مرتفعة، وتُقلص ميزانيات العملاء.
صرَّحت شركة دولار جنرال أن مبيعاتها في المتاجر المفتوحة منذ عام على الأقل ارتفعت بنسبة 1.2 بالمئة فقط في الربع الأخير، حيث انخفض عدد عملائها الرئيسيين الذين يزورونها للتسوق بسبب الضغوط المالية المستمرة.
في الوقت نفسه، تشهد دولار جنرال تحول المستهلكين من ذوي الدخل المتوسط إلى التسوق في المتاجر في الأسابيع الأخيرة، وهذا مؤشر على الضغوط المالية على الأميركيين الذين يكسبون دخلاً أعلى قليلاً.
كما صرَّحت دولار جنرال بأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السلع المستوردة قد تؤثر سلباً على طلب المستهلكين، وتدفع الشركة إلى رفع الأسعار، ما يزيد من ضغوطها على عملائها.
وأكدت الشركة أنها في وضع جيد للتخفيف من تأثير الرسوم الجمركية، كما حدث في عامي 2018 و2019، على الرغم من أنها رفعت الأسعار آنذاك لتعويض الرسوم الجمركية.
ركود على الطريق
تلاحظ العديد من الشركات تباطؤاً في استهلاك المستهلكين على مختلف مستويات الدخل بسبب التضخم والرسوم الجمركية وتذبذب سوق الأسهم.
في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، يوم الأحد، رفض ترامب استبعاد احتمال حدوث
ركود اقتصادي، ما أسهم في موجة بيع مكثفة في سوق الأسهم هذا الأسبوع.
وخفّضت شركة دلتا إيرلاينز توقعات أرباحها، يوم الاثنين، محذّرةً من أن تدهور ثقة الشركات والمستهلكين يُلحق الضرر بالطلب على السفر.
لكنّ العملاء ذوي الدخل المحدود، وتجار التجزئة الذين يلبّون احتياجاتهم، هم الأكثر عُرضةً للتضخم والتغيّرات الاقتصادية.
بين سبتمبر أيلول 2023 وسبتمبر أيلول 2024، زادت الأسر ذات الدخل المرتفع إنفاقها بنسبة 12 بالمئة، بينما خفّضت أسر الطبقة العاملة والمتوسطة إنفاقها خلال الفترة نفسها، وفقاً لتحليلات موديز.
(ناثانيال مايرسون، CNN)