ترامب يحدد معالم «النصر الكامل» في حربه التجارية وتكلفتها

ترامب يحدد معالم «النصر الكامل» في حربه التجارية وتكلفتها

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن التعريفات الجمركية العالية قد تبقى سارية لفترة طويلة، وأنه سيعلن عن «نصر كامل» إذا وصلت الضرائب على الواردات إلى 50% بعد عام من الآن، وذلك في مقابلة مع مجلة «تايم» نُشرت يوم الجمعة.

فرض ترامب تعريفات جمركية تاريخية على مجموعة واسعة من الواردات، بما في ذلك فرض 10% على جميع السلع التي تدخل الولايات المتحدة تقريباً، كما فرض تعريفات بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم والسيارات والعديد من السلع القادمة من المكسيك وكندا، ولكن الإجراء التجاري الأكثر أهمية كان فرض تعريفة تصل إلى 145% على معظم السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وبذلك، وصلت المعدلات الفعلية للتعريفات الجمركية في أميركا إلى 22.8%، وفقاً لتقرير «فيتش رايتنغز»، وهو أعلى معدل بين جميع الدول المتقدمة في العالم.

نتيجة لذلك، تباطأت التجارة بشكل كبير مع دول أخرى، ما ألحق الضرر بالمستوردين والمصدرين والشركات الصغيرة التي تضطر لدفع التعريفات المرتفعة، وقال ترامب يوم الأربعاء في المكتب البيضاوي إن التجارة مع الصين قد توقفت تقريباً بسبب التعريفات الجمركية الأميركية وفرض الصين لرسوم انتقامية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قريباً، ستنفد السلع المخزنة التي تم جلبها قبل فرض التعريفات، وسيتعين على الشركات اتخاذ قرارات صعبة: إما استيراد السلع بتكلفة مضاعفة أو التوقف عن بيعها، ما سيترك بعض الرفوف فارغة أمام المستهلكين.

وفي الوقت نفسه، تقول الشركات إنها غير متأكدة من كيفية الاستثمار في المستقبل، وقد توقفت العديد منها عن التوظيف، وفقاً لتقرير «كتاب البيج» الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي، الذي صدر يوم الأربعاء، وظهرت كلمة «عدم اليقين» في التقرير 81 مرة، وهو رقم قياسي.

وبناءً على ذلك، فإن التأثير على المستهلكين قادم قريباً إذا استمرت التعريفات الجمركية التاريخية.

لكن ترامب يقول إن التعريفات المرتفعة ستساعد أميركا، وفي مقابلة «تايم» التي جرت يوم الثلاثاء، قال ترامب إن التعريفات ستجعل البلاد غنية.

وأضاف ترامب للمجلة: «البلد سيحقق ثروة كبيرة»، مشيراً إلى أن الشركات ستعيد إنتاجها إلى الولايات المتحدة، ما سيخلق وظائف ويجذب الاستثمارات - وهو رأي دحضه العديد من رجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين، وأضاف: «صفر سيكون سهلاً، ولكن في حالة الصفر، لن تأتي الشركات، إنها تأتي لأنها لا تريد دفع التعريفات».

تواجه هذه الخطة تحديات كبيرة، بما في ذلك تدريب العمال الأميركيين الذين كانوا مترددين في قبول وظائف في المصانع (فوفقاً لتقرير وزارة العمل الأميركي، يوجد في الولايات المتحدة ما يقارب نصف مليون وظيفة شاغرة في المصانع لا يمكن ملؤها)، كما أن التعريفات نفسها جعلت من بناء المصانع أمراً أكثر تكلفة بشكل كبير، وحتى إذا أرادت الشركات إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة، فإن هذه العملية قد تستغرق سنوات.

وفي المقابلة، قال ترامب مراراً في ظهوره العلني إن أميركا تستقبل مليارات الدولارات يومياً من التعريفات الجمركية، لكن وزارة الخزانة الأميركية أفادت بأن الرقم هو في مئات الملايين من الدولارات، ومع ذلك، يتم دفع تلك التعريفات من قبل المستوردين الأميركيين، وليس البلدان المستهدفة، ثم يتم تمرير هذه التكاليف عبر سلسلة الإمداد، ليتم في النهاية تحميلها على المستهلكين الذين يجب أن يتوقعوا دفع أسعار أعلى قريباً، حسب ما يقول الخبراء الاقتصاديون.

لهذا السبب، تدهور شعور المستهلكين إلى مستوى منخفض قريب من أدنى مستوى في التاريخ، والشركات في جميع الصناعات تقريباً تدق جرس الإنذار بشأن التعريفات الجمركية، ما يؤدي إلى سحب توقعات أرباحها ومبيعاتها المستقبلية لأن المستهلكين بدؤوا في تقليص إنفاقهم. 

تم بيع الأسهم قليلاً يوم الجمعة بعد نشر المقابلة مع ترامب.

ومع ذلك، قال ترامب إن إدارته تقوم بسرعة ببناء مئات الصفقات التي قد تحسن العدالة التجارية مع الدول الأجنبية وتجلب التصنيع إلى الولايات المتحدة.

وأوضح ترامب: «عليك أن تفهم، أنا أتعامل مع جميع الشركات، والدول الصديقة جداً، نحن نلتقي مع الصين، نحن نعمل بشكل جيد مع الجميع، لكن في النهاية، لقد أبرمت جميع الصفقات. لقد أبرمت 200 صفقة».

عدد الصفقات التي قال ترامب وإدارته إنها جارية أو في طور الإعداد يتغير باستمرار، لكن ترامب قال في مقابلته إنه سيعلن عن تلك الصفقات «خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة». وفي يوم الأربعاء، قال ترامب إنه سيعلن عنها في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

لكن الصفقات التي يتحدث عنها ترامب لا تزال تشمل التعريفات الجمركية، مع الأخذ في الاعتبار العوائق التجارية غير التعريفية مثل الضرائب المضافة، ودعم الولايات المتحدة العسكري، وترتيبات مالية أخرى مع الدول التي يعتقد الرئيس أنها غير عادلة.

وقال ترامب للمجلة: «نحن متجر متعدد الأقسام، متجر ضخم، أكبر متجر في التاريخ، الجميع يريدون الدخول والأخذ منا، سيدخلون وسيدفعون ثمن أخذ كنزنا، وأخذ وظائفنا، وفعل كل هذه الأشياء».

على الرغم من أن ترامب في الأيام الأخيرة قد أشار إلى أنه سيكون منفتحاً على تهدئة التوترات مع الصين بشكل طفيف، فإنه يزعم أن الحافز لم يكن انهيار الأسواق الذي أدى إلى محو تريليونات الدولارات من قيمة سوق الأسهم الأميركي وأدى إلى فوضى في سوق السندات.

قال ترامب: «سوق السندات كان يتعرض للضغط، لكنني لم أكن كذلك، لأنني أعرف ما لدينا، أعرف ما لدينا، لكنني أيضاً أعرف أننا لن نمتلكه لفترة طويلة إذا سمحنا لأربع سنوات أخرى من الفشل الفاضح».