في خطاب ألقاه خلال فعالية ما قبل التخرج في جامعة برينستون، أكد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، أن التحلي بالنزاهة وخدمة الصالح العام يظل خياراً مجزياً، رغم ما يتعرض له من هجمات شخصية متكررة من الرئيس دونالد ترامب.
وقال باول في كلمته: «بينما تشرعون في خوض عالم مليء بالفرص، أدعوكم إلى قبول التحدي واغتنام الفرصة لخدمة مواطنيكم، بعد خمسين عاماً من الآن، سترغبون في أن تنظروا إلى المرآة، وأن تكونوا واثقين بأنكم فعلتم ما كنتم تعتقدون أنه الصواب في كل جانب من حياتكم».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأضاف: «في نهاية المطاف، النزاهة هي كل ما تملكونه، احرصوا على حمايتها».
كما وصف باول الجامعات الأميركية بأنها «محط أنظار العالم وكنز وطني لا يقدّر بثمن»، مشدداً على أهمية عدم الاستهانة بقيمتها، ووجه تحذيراً من التهديدات التي تواجه التعليم العالي والديمقراطية، في وقت يكثف فيه ترامب محاولاته لاستخدام سلطة الحكومة الفيدرالية للتأثير على مؤسسات التعليم العالي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وتابع: «عندما تنظرون إلى الوراء بعد خمسين عاماً، ستودّون أن تكونوا قد بذلتم كل ما في وسعكم للحفاظ على ديمقراطيتنا وتعزيزها، والاقتراب أكثر من المبادئ الخالدة التي أرساها المؤسسون الأوائل».
منذ توليه رئاسة الاحتياطي الفيدرالي عام 2018، قاد باول المؤسسة في مواجهة تحديات كبيرة، بدءاً من الأزمة الاقتصادية التي سبّبها وباء كورونا، مروراً بموجة تضخم غير مسبوقة، ووصولاً إلى حرب تجارية عالمية متقلبة أربكت صانعي القرار في مختلف أنحاء العالم.
وعلى غير المعتاد لمن يتولى رئاسة البنك المركزي الأميركي، كان باول عرضة لهجمات شخصية مباشرة، إذ لم يتوانَ ترامب عن انتقاد باول، متهماً إياه بالتقاعس عن خفض أسعار الفائدة بالسرعة المطلوبة، ووصفه بـ«الأحمق» و«الخاسر الكبير»، بل وصرّح بأن إقالته «لا يمكن أن تأتي في وقت أقرب من الآن».
ورغم الضغوط، حافظ باول على صمته إزاء الانتقادات، وعندما سُئل في نوفمبر الماضي عما إذا كان سيستقيل إذا طلب ترامب ذلك، رد قائلاً إن القانون لا يسمح بذلك.
وفي الأسابيع الأخيرة، أوضح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أنهم سيبقون على أسعار الفائدة كما هي، في ظل الضبابية المحيطة بسياسات ترامب التجارية، وخاصة المتعلقة بالرسوم الجمركية، ورغم ذلك لم يقدم ترامب أي دليل يدعم مزاعمه بأن البنك المركزي يتعمد إبقاء الفائدة مرتفعة لدعم الديمقراطيين سياسياً.
وفي أحدث فصول هذا الصراع، لجأ ترامب إلى منصته على وسائل التواصل الاجتماعي ليطالب باول مجدداً بخفض الفائدة، وكتب في 17 مايو: «باول، المعروف دائماً بأنه يتأخر في قراراته، سيفوّت الفرصة مرة أخرى على الأرجح، من يدري؟؟».
يُذكر أن الاحتياطي الفيدرالي أبقى في وقت سابق من هذا الشهر على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.5%، في تمديد للنهج التريثي الذي بدأه في يناير، وأكد مسؤولو البنك المركزي أنهم يفضلون الانتظار لرؤية كيفية تفاعل الاقتصاد الأميركي مع التصعيد المستمر في الحرب التجارية قبل اتخاذ أي قرار بشأن خفض الفائدة.
وقال أوستان جولسبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، في مقابلة مع CNBC بتاريخ 23 مايو: «كل الخيارات مطروحة، لكن بالنسبة لي فإن العتبة لاتخاذ إجراء في أي اتجاه تبدو الآن أعلى بعض الشيء بينما ننتظر مزيداً من الوضوح».
(براين مينا CNN)