بدأت شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تدعى بيربليكسي Perplexity لا يتجاوز عمرها ثلاث سنوات بجذب اهتمام عمالقة التكنولوجيا، وعلى رأسها ميتا وأبل، بحسب تقارير متعددة. وقال موقع ذا إنفورميشن إن شركة ميتا أجرت محادثات مع بيربليكسي بشأن صفقة استحواذ محتملة في أواخر أبريل نيسان أو مطلع مايو أيار، لكنها لم تُكلل بالاتفاق. في المقابل، ناقشت أبل داخلياً فكرة الاستحواذ على الشركة، وفقاً لمصادر مطلعة، رغم أن تلك المناقشات لا تزال في مراحل مبكرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ورفضت بيربليكسي التعليق على المحادثات، فيما لم ترد أبل على استفسارات شبكة CNN، وأحجمت ميتا عن إصدار بيان رسمي.
ما بيربليكسي؟
تأسست بيربليكسي في أغسطس آب 2022، وطرحت أول نسخة من محرك البحث الخاص بها في ديسمبر كانون الأول من العام ذاته. تستخدم الشركة نماذج ذكاء اصطناعي لمعالجة محتوى الإنترنت وتقديم إجابات على هيئة ملخصات، مع إرفاق روابط المصادر الأصلية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
توفر المنصة نمطي بحث؛ الأول هو البحث السريع والمخصص للأسئلة العامة، والثاني هو البحث الاحترافي الذي يقدم إجابات أعمق تتطلب تحليلاً موسعاً، إلا أن الاستخدام المجاني يتيح فقط ثلاث مرات يومياً لهذا النمط المتقدم.
كما تقدم المنصة أدوات إضافية تشمل التعامل مع ملفات وتخطيط رحلات وإنشاء صور وإنشاء صفحات مواضيع، وكلها مزايا مشمولة في الباقة المدفوعة بقيمة 20 دولاراً شهرياً.
جدل قانوني حول استخدام المحتوى والملكية الفكرية
ورغم انتشار المنصة، فإنها تواجه منافسة شرسة من أدوات مثل تشات جي بي تي الذي استحوذ على 45 في المئة من تنزيلات تطبيقات الدردشة في الربع الثالث من 2024، كما تورطت بيربليكسي في نزاعات قانونية، أبرزها مع بي بي سي وداو جونز وذا نيويورك بوست، الذين اتهموها باستخدام محتواهم دون إذن.
لماذا تهتم أبل وميتا؟
تهدف كل من أبل وميتا إلى تعزيز خدماتها الأساسية بالذكاء الاصطناعي. بالنسبة لأبل، يعني ذلك تحسين متصفح سفاري وتطبيق سيري، خصوصاً في ظل المراجعة القضائية لاتفاقها مع غوغل حول محرك البحث الافتراضي.. أما ميتا، فتعتمد على تعزيز تطبيقاتها مثل واتساب وإنستغرام بقدرات ذكاء اصطناعي جديدة.
قال بن باجارين، الرئيس التنفيذي لشركة كرييتيف ستراتيجيز «أبل بحاجة لأن تبقى ذات صلة في هذا المجال، وغياب النتائج الملموسة يثير القلق لدى الكثيرين».
سباق على العقول.. وميزانيات ضخمة
كشفت تقارير أن ميتا عرضت حوافز تصل إلى 100 مليون دولار لبعض خبراء الذكاء الاصطناعي لجذبهم من شركات أخرى، بمن في ذلك موظفو أوبن إيه آي.. كما استحوذت مؤخراً على حصة في شركة سكيل إيه آي بقيمة تجاوزت 29 مليار دولار.
ورغم شعبية نظاراتها الذكية راي بان ونماذج لاما، فإن ميتا تواجه تحديات في الخصوصية وتأجيل بعض مشاريعها.
المستقبل يحسمه الذكاء الاصطناعي
مع توقعات بأن يكون الذكاء الاصطناعي بمثابة الثورة التكنولوجية القادمة، بحجم تأثير الإنترنت أو الهواتف الذكية، تسابق الشركات الكبرى الزمن للاستثمار مبكراً، وتشكيل مستقبل التقنية الجديد.. ويبدو أن بيربليكسي باتت ورقة واعدة في هذا السباق.
(ليزا إيديشيكو- CNN)