ماذا أنجز ترامب في 3 أشهر من المفاوضات والتهديدات التجارية؟

قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمديد فترة المفاوضات التجارية مع الشركاء التجاريين حتى أول اغسطس. شاتر ستوك
ماذا أنجز ترامب في 3 أشهر من المفاوضات والتهديدات التجارية؟
قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتمديد فترة المفاوضات التجارية مع الشركاء التجاريين حتى أول اغسطس. شاتر ستوك

بعد ثلاثة أشهر من التصريحات والتهديدات والمفاوضات كان من المفترض أن تعرف كل دول العالم موقفها التجاري من الولايات المتحدة الأميركية، بحلول منتصف ليل اليوم، لكن هذا لن يحدث.

فرض ترامب هدنة تجارية لمدة 90 يوماً مع أكثر من 60 دولة، تنتهي اليوم، بعدها سيتم فرض رسوماً جمركية «متبادلة» مرتفعة، لكن في مفاجأة جديدة وقّع ترامب، أمس الاثنين، على إجراء تنفيذي جديد يمدد هذه التهدئة حتى 1 أغسطس.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

على الرغم من التقدم الملحوظ الذي أحرزته الولايات المتحدة مع العديد من الشركاء التجاريين، بما في ذلك الهند والبرازيل والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الآسيوية، وفقاً لمسؤولين أميركيين، فإن الوضع النهائي لحركة التجارة لا يزال في حالة من الغموض.

أصرّ كبار مستشاري ترامب التجاريين والاقتصاديين، كما فعلوا خلال معظم الشهرين الماضيين، على أن الصفقات ستُعلن تباعاً، كما أمضوا يوم الأحد في التأكيد على أن معدلات الرسوم الجمركية العالمية لن تعود إلى وضعها الطبيعي حتى 1 أغسطس، وأعلن ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من ليلة الأحد أنه سيبدأ بإرسال رسائل تُحدد معدلات الرسوم الجمركية أو شروط الاتفاقيات الثنائية إلى شركائه التجاريين، ثم أعلن، أمس الاثنين، عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على اليابان وكوريا الجنوبية، ورسوم جمركية أعلى على عدد من الشركاء التجاريين الأصغر، مع توقع وصول المزيد من الرسائل في الساعات والأيام المقبلة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

كما أطلق تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية على مجموعة دول البريكس العشر، والتي لطالما اعتبرها تهديداً مباشراً وحاداً لهيمنة الولايات المتحدة على النظام المالي العالمي.

لم يذكر ترامب أن العديد من دول البريكس تُعتبر من أبرز شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وأن ممثلي بريكس يجرون حالياً محادثات تجارية ثنائية مكثفة مع كبار مفاوضي ترامب.

يُشبه الموعد النهائي الفعلي، سواء كان الأول من أغسطس أو أي تاريخ لاحق يُعلنه ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى حد كبير المحادثات الثنائية التي استمرت لأشهر والتي انطلقت في أوائل أبريل، حيث الكثير من التوقعات الجريئة، والتفاصيل والأهداف الغامضة، والنتائج القليلة.

الشركاء التجاريون

أمضى ترامب ثلاثة أشهر في تلقي سيل متواصل من العروض من الشركاء، تتضمن تنازلات بشأن وصول المنتجات الأميركية إلى الأسواق بمعدلات رسوم جمركية تفضيلية، وتسهيلات للشركات الأميركية.

ويرى ترامب أن تحديد موعد نهائي هو أهم وسيلة ضغط للحصول على المزيد من التنازلات من الشركاء وإجبارهم على التخلي عن خطوطهم الحمراء في المحادثات الثنائية الجارية، وفقاً لمسؤولين في إدارته.

والحقيقة أن فترة الانتظار لم تمر دون مكاسب، حيث جمعت الولايات المتحدة 81.5 مليار دولار من عائدات الرسوم الجمركية حتى نهاية يونيو، وفقاً لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية.

الوضع الحالي

حصيلة إدارة ترامب في ثلاثة أشهر تتضمن اتفاقيتين ثنائيتين مع المملكة المتحدة وفيتنام واتفاقية تهدئة مع الصين.

وقّع ترامب إطاراً تجارياً مع المملكة المتحدة، وقال مسؤولون إن التفاصيل الدقيقة لهذا الاتفاق لا تزال قيد الدراسة، وأعلن ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي موافقته على اتفاقية مع فيتنام، التي كانت ستواجه رسوماً جمركية كارثية بنسبة 46 في المئة مع نهاية فترة التهدئة، بدلاً من ذلك ستتحمل فيتنام رسوماً جمركية بنسبة 20 في المئة فقط.

وبدايةً من يوم الاثنين، بدأ ترامب توجيه الرسائل إلى قادة كوريا الجنوبية واليابان وجنوب إفريقيا وماليزيا ودول أخرى عديدة، عبر موقع «تروث سوشيال»، وهي الدول التي ندد ترامب باختلال التوازن التجاري الأميركي معها، وهددها بفرض رسوم جمركية أعلى إذا اتخذت أية خطوات انتقامية.

المفاوضات مُستمرة

الهند هي الشريك الرئيسي الأقرب للتوقيع على إطار العمل مع الولايات المتحدة، وقد تفعل ذلك هذا الأسبوع، على الرغم من أن المسؤولين الهنود شددوا مواقفهم في الأيام الأخيرة، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

الهند أيضاً عضو في مجموعة البريكس، التي يهدد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى عليها.

وأعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي عن مزيد من التفاؤل في الأيام القليلة الماضية بشأن التوصل إلى إطار عمل مع مفاوضي ترامب التجاريين بعد سلسلة مكثفة من الاجتماعات والمناقشات الفنية في الأسبوعين الماضيين.

وقال مسؤولون إن إندونيسيا وكمبوديا وتايلاند قدمت عروضاً جيدة للإدارة الأميركية خلال الأيام العشرة الماضية في محاولة للتوصل إلى اتفاق، وهذه الدول مُرشحة لتوقيع اتفاقات تجارية في الأيام القليلة المقبلة.

وتكثف البرازيل أيضاً جهودها للتوصل إلى اتفاق، ويعرض أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية خفضاً حاداً في التعريفات الجمركية على بعض المنتجات الأميركية، لكن الجانب البرازيلي ما زال يشكو من عدم وضوح تصورات نظيره الأميركي، خاصةً في ما يتعلق بقطاعات السيارات والصلب والأدوية، حسب ما قال مسؤولون برازيليون.