14.3 مليون طفل حول العالم محرومون من التطعيم.. والسبب الرئيسي انتشار الصراعات

تصاعد الصراعات أضعف بعض التقدم المحرز في توفير التطعيمات للأطفال حول العالم. شاتر ستوك
14.3 مليون طفل حول العالم محرومون من التطعيم.. والسبب الرئيسي انتشار الصراعات
تصاعد الصراعات أضعف بعض التقدم المحرز في توفير التطعيمات للأطفال حول العالم. شاتر ستوك

يُقدَّر أن 14.3 مليون طفل حول العالم لم يحصلوا على أي لقاح نهائياً، وفقاً لتقرير جديد، ويُشير خبراء الصحة العامة إلى أن مناطق الصراع تُهدِّد جهود تطعيم الأطفال في جميع أنحاء العالم.

تُصدر منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) سنوياً تقريراً شاملاً حول تقديرات التغطية الوطنية للتحصين، استناداً إلى بيانات من 195 دولة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويُشير تقرير هذا العام، الذي صدر أمس الاثنين، إلى حدوث بعض التحسينات في حماية الأطفال من بعض الأمراض من خلال التطعيمات الروتينية.

ووفقاً للتقرير، انخفض عدد الأطفال غير المُلقَّحين عالمياً بمقدار 171,000 طفل في العام الماضي مُقارنةً بعام 2023، ومع ذلك لا يزال أكثر من 14 مليون طفل عُرضة لأمراض يُمكن الوقاية منها باللقاحات، بالإضافة إلى 5.7 مليون طفل لا يتمتعون إلا بحماية جزئية لأنهم لم يحصلوا على جميع الجرعات المُوصى بها من بعض سلاسل اللقاحات.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وقالت الدكتورة كيت أوبراين، مديرة إدارة التحصين واللقاحات والمستحضرات البيولوجية في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي «تُسلِّط أحدث التقديرات الضوء على مسار مُقلق للغاية»، مشيرة إلى أن «الرؤية العالمية تتمثل في استفادة الجميع في كل مكان من اللقاحات المنقذة للحياة، لكننا وصلنا إلى هذا الحاجز العنيد (انتشار الصراعات) وأصبح اختراقه لحماية المزيد من الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات أكثر صعوبة».

وأضافت أن تصاعد الصراعات وتحول بعض المناطق إلى مناطق حرب قد أضعف بعض التقدم المحرز في توفير التطعيمات للأطفال، ما أدى إلى بقاء العديد من الأطفال دون تطعيم، لا سيما في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل.

وقالت أوبراين «إن الأطفال الذين يعيشون في واحدة من 26 دولة متأثرة بالهشاشة أو الصراعات أو حالات الطوارئ الإنسانية أكثر عرضة بثلاث مرات لعدم التطعيم مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في بلدان مستقرة»، مضيفة «في الواقع، يعيش نصف جميع الأطفال غير الملقحين في العالم في هذه البلدان الهشة والضعيفة والتي تعاني من الصراعات».

ويشير التقرير الجديد إلى أنه في العام الماضي، ضمت تسع دول هي نيجيريا والهند والسودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وإندونيسيا واليمن وأفغانستان وأنغولا، 52 في المئة من جميع الأطفال الذين لم يتلقوا جرعة لقاح قط.

في غضون ذلك، تأثرت تغطية التطعيم، لا سيما في البلدان ذات الدخل المرتفع، بالتردد في تلقي اللقاح وانعدام الثقة في المؤسسات، ما أدى إلى عودة ظهور الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بما في ذلك الحصبة وشلل الأطفال، وفقاً للدكتور إفريم ليمانغو، المدير المساعد للصحة والرئيس العالمي للتحصين في اليونيسف.

وقال ليمانغو في المؤتمر الصحفي «بناءً على كل ما نعرفه، على مدار الخمسين عاماً الماضية، أُنقذت حياة أكثر من 150 مليون شخص من خلال التطعيم، وقد ساهم ذلك في حماية الأطفال من جميع أشكال الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات»، وأضاف «لذلك من المهم معالجة قضية المعلومات المضللة أو نقص المعلومات».

قالت أوبراين «إن هناك مجتمعات مُغلقة في الدول المتقدمة ترفض التطعيم ومعدل تغطية التطعيم فيها منخفضة للغاية، وهنا تحدث حالات تفشي المرض، والأطفال هم من يُعانون».

في الولايات المتحدة، لا يزال تفشي الحصبة، الذي نشأ في منطقة غرب تكساس ذات معدل التطعيم المنخفض، ينتشر، وقد سُجِّلت حالات إصابة بالحصبة في الولايات المتحدة هذا العام أكثر من أي عام آخر منذ إعلان القضاء على المرض قبل ربع قرن.

لكن أوبراين أضافت أنه على الرغم من أن آثار المعلومات المضللة لا تزال مثيرة للقلق، فإنها ليست السبب الرئيسي لعدم تطعيم ملايين الأطفال حول العالم «السبب الرئيسي لعدم تطعيم الأطفال عالمياً هو صعوبة الحصول على اللقاحات وخدمات التطعيم»، وأضافت «يصعب الوصول إلى الأطفال في بعض المناطق، في بعض الحالات لا تستطيع الحكومة الوصول إلى تلك البيئات الصعبة».

نقص التمويل

يأتي التقرير الجديد وسط قلق متزايد بشأن تمويل جهود التطعيم العالمية، فقد قامت إدارة ترامب بقطع تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، التي كانت تتعاون مع منظمات مثل التحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi) لتوفير اللقاحات، كما أعلنت الولايات المتحدة عن خطط لخفض تمويل الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان صحفي «إن التخفيضات الجذرية في المساعدات، إلى جانب المعلومات المضللة حول سلامة اللقاحات، تُهدد بتقويض عقود من التقدم، ولا تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالعمل مع شركائنا لدعم الدول في تطوير حلول محلية وزيادة الاستثمار المحلي لإيصال اللقاحات إلى جميع الأطفال، لما لها من قدرة على إنقاذ الأرواح».
(CNN)