قد يداهمك فجأة شعور بالتوتر والقلق عندما تتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية أو البدء في استخدام إحدى المعدات، ينتاب هذا الشعور كل مرتادي صالات الألعاب الرياضية، ربما يكون ذلك بسبب ما ترتديه، أو قلة اللياقة البدنية، أو عدم اليقين بشأن كيفية التمرين وسط جماعة من الناس.
ويقول الخبراء إن هذه المشاعر السلبية -التي يطلق عليها اسم «رهاب الجمنازيوم»- حقيقية، وقد تمنعك من تحقيق أهداف اللياقة البدنية الخاصة بك.
هناك عدة أدلة تشير إلى أن اللياقة البدنية هي المفتاح للوقاية من الأمراض المزمنة، إذ يساعد النشاط البدني على النوم بشكل أفضل، والوصول إلى وزن صحي أو الحفاظ عليه، والتحكم في ضغط الدم، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر التمارين الرياضية قوة هائلة في مكافحة التوتر والقلق والاكتئاب.
قالت بروكلين سوديل، مديرة استراتيجية اللياقة البدنية الجماعية وتطويرها في مؤسسة «كرنش فيتنس» في مدينة نيويورك، «يؤثر القلق في صالة الألعاب الرياضية على الأشخاص الصغار والكبار والذكور والإناث»، وأضافت، «إنه أمر يؤثر على الأشخاص من جميع الأعراق والأجناس، لكن تواتره وشدته يختلفان من شخص لآخر».
قالت الدكتورة إيرين نيتشكي، مدربة الصحة المعتمدة، إن رهاب الصالات الرياضية أمر شائع بالتأكيد، على الرغم من عدم تحدث الكثير من الناس عنه، وأضافت نيتشكي، وهي أيضاً مديرة برنامج العلوم في كلية مقاطعة لارامي المجتمعية في مدينة شايان بولاية وايومنغ الأميركية «إن أي شخص جديد في أجواء صالة الألعاب الرياضية قد يعاني من مخاوف بشأن شكل الجسم أو يشعر عموماً بعدم الارتياح في الأماكن المزدحمة».
وقالت سوديل إن القلق بشأن ممارسة التمارين الرياضية في صالة الألعاب الرياضية يمكن إرجاعه أيضاً إلى حقيقة أن صالة الألعاب الرياضية هي في الواقع بيئة فريدة من نوعها، فبينما يذهب الناس إلى المقهى لتناول كوب من القهوة أو إلى صالات السينما لمشاهدة الأفلام للترفيه، يتوجه الأشخاص إلى صالة الألعاب الرياضية لعدة أسباب مثل الفوائد الصحية أو لمعالجة مشكلة صحية أو لتحقيق هدف رياضي محدد، أو لنيل القبول والتقدير المجتمعي.
وأوضحت سوديل، «لذلك لديك كل هؤلاء الأشخاص على مقربة من بعضهم البعض، وكلهم يأتون لأسبابهم الخاصة، لكننا لا نعرف ما أسباب الجميع»، يمكن أن يؤدي هذا الغموض إلى الشعور بأن أحدهم قد يصدر الأحكام عليك، خاصة إذا لم تكن قادراً على تحقيق ما يستطيع الآخرون تحقيقه أو لم تكن متأكداً من كيفية استخدام آلة أو معدة رياضية معينة، يمكن أن تكون مشاعر عدم الأمان والخوف من آراء الآخرين من العوامل الدافعة وراء شعبية مقاطع الفيديو التي تمارس التمارين الرياضية للفتيات الخجولات على «تيك توك»، والتي حصدت مجتمعة أكثر من 530 مليون مشاهدة.
نشر أحد المشاهدين معبراً عن هذا الشعور الشائع، «أريد أن أفعل هذا بشدة، لكني أشعر بالقلق الشديد من أن يحكم عليّ شخص ما».
التغلب على «رهاب الجمنازيوم»
قالت نيتشكي إن هناك العديد من الطرق التي تستطيع تجربتها لجعل رحلتك إلى صالة الألعاب الرياضية أكثر متعة، لكن عليك أولاً أن تحدد بالضبط ما الذي يجعلك غير مرتاح.
إحدى الطرق هي التفكير في بعض الأسئلة البسيطة: كيف أصف مخاوفي بشأن صالة الألعاب الرياضية؟ ما مخاوفي الرئيسية؟ ما الذي يمكن أن يساعد في تعزيز ثقتي في صالة الألعاب الرياضية ويساعدني على الشعور بالانتماء لبيئة المكان؟
بمجرد تحديد مخاوفك واهتماماتك، انظر ما إذا كان واحد أو أكثر من هذه الخيارات، التي شاركتها نيتشكي وسوديل، يساعد في التخفيف منها.
البحث عن خيارات مختلفة
تتعدد أشكال وأحجام صالات الألعاب الرياضية، فقد تكون الصالات الصغيرة أو صالات الألعاب الرياضية المخصصة للنساء هي ما تحتاجين إليه لتعزيز ثقتك بنفسك، أو قد تفضلين منشأة كبيرة بها العديد من الفصول الرياضية والمعدات التي يمكنك الاختيار من بينها، انتبهي إلى الموقع أيضاً، فمن الأفضل أن يكون قريباً من مكان العمل أو المنزل.
اختيار الملابس المناسبة
ارتدي ملابس رياضية مريحة بغض النظر عن الأنماط الرائجة في صالة الألعاب الرياضية، خاصة إذا كانت ضيقة أو كاشفة، اقترح أحد مقاطع الفيديو على « تيك توك» الخاصة بموضوع الفتيات الخجولات في صالات الرياضة ارتداء قميص فضفاض وسروال قصير، أما إذا كنتِ تشعرين بمزيد من الثقة عند ارتداء الملابس الرياضية الضيقة والقمصان القصيرة، فهذا هو ما يجب عليك ارتداؤه.
اسأل عن التوجيه
تقدم معظم الصالات الرياضية جولات إرشادية لشرح كيفية استخدام قطع معينة من المعدات، وتعطيك معلومات عن الفصول الأكثر شعبية والأوقات الأكثر ازدحاماً، على سبيل المثال، يمكنك الذهاب عندما تقل الحشود أو استخدام قطع من المعدات في أماكن بعيدة عن الأنظار، أو ربما ستختار وقتاً مزدحماً لكنه مناسب، دون الذهاب إلى غرفة تبديل الملابس والاستحمام في المنزل بدلاً من ذلك.
الاختفاء وسط الأصدقاء
يشعر بعض الأشخاص بأنهم أكثر راحة إذا كانوا يمارسون التمارين مع صديق أو اثنين، ما يوفر أيضاً الدعم الاجتماعي، يمكن أن تكون الفصول الجماعية خياراً جيداً، وإذا كنت جديداً، فقد يكون من المفيد المكوث في الجزء الخلفي من الغرفة حتى تشعر بالارتياح تجاه الأجواء المحيطة.
خيارات بديلة لصالات الجمنازيوم
إذا لم تكن صالة الألعاب الرياضية مناسبة لك، فهناك دائماً التدريب الفردي، والتمارين عبر الإنترنت، وتمارين الهواء الطلق مثل المشي والجري وركوب الدراجات، الشيء الأكثر أهمية هو ألا تدع القلق في صالة الألعاب الرياضية يمنعك من ممارسة التمارين الرياضية تماماً، وأضافت سوديل قد يستغرق الأمر المزيد من البحث، ولكن لا تفقد الشغف.