تخيل أن لديك 400 دولار لتنفقها على تجربة تناول طعام فاخرة، فبدلاً من شراء علبة من الكافيار الفاخر، أو زجاجة أو اثنتين من النبيذ الفاخر، أو وجبة متعددة الأصناف في مطعم راقي، يمكنك إنفاقها مقابل ثمرة أناناس واحدة.
تبلغ تكلفة أناناس روبيجلو (Rubyglow) –الذي تم تهجينه بقشرة خارجية حمراء مميزة ومذاق حلو– 395.99 دولار في متجر فاكهة بكاليفورنيا الأميركية، واستغرق تهجين الأناناس لشركة ديل مونتي، وهي شركة بيع بالجملة تبيع مجموعة متنوعة من المنتجات، لكنها متخصصة في الأناناس، عقداً ونصف من الزمن لإنتاج هذه الفاكهة ذات اللون الأحمر.
وطرحت أول كمية محدودة من المحصول في الصين في وقت مبكر من هذا العام، ومؤخراً، قررت شركة ديل مونتي أن ترى مدى نجاح المنتج في الولايات المتحدة، وبدأ متجر ميليسا في كاليفورنيا في بيعه بالسعر الخيالي.
قد لا يبدو هذا هو أفضل وقت لتسويق قطعة فاكهة باهظة الثمن في أميركا، إذ لم يمضِ وقت طويل منذ أن تصدرت أسعار البقالة المرتفعة عناوين الأخبار؛ ما أدى إلى الضغط على المستهلكين وإرهاق ميزانياتهم، ورغم أن العديد من الأميركيين ما زالوا يشعرون بالقلق إزاء التضخم والقلق بشأن البطالة، فقد أصبحوا الآن ينفقون أقل.
ومع ذلك، هناك اهتمام بالفواكه الفاخرة، وهو ما يكفي لإقناع شركة ديل مونتي بإحضار فاكهة روبيجلو التي تُزرع في كوستاريكا، إلى الولايات المتحدة.
وقالت سيندي فان ريسويك، استراتيجي المنتجات الطازجة لفريق الأبحاث العالمي في رابوبنك «المستهلكون على استعداد للدفع مقابل شيء مميز».
وأضافت «عندما يتعلق الأمر بالمنتجات المتخصصة، هناك دائماً سوق صغيرة للمطاعم الراقية، أو عشاق الطعام، أو بعض القنوات عبر الإنترنت».
وقد أصبح الأميركيون مهتمين على وجه الخصوص بأصناف الفاكهة الجديدة في السنوات الأخيرة؛ إذ دفعوا أسعاراً أعلى مقابل تفاح هوني كريسب، وعنب كوتون كاندي، وحمضيات السومو، والفراولة اليابانية المزروعة عمودياً، والآن، أصبحوا متعطشين لأنواع مختلفة من الفاكهة، ومستعدين لشراء خيارات جديدة ومثيرة.
ولكن ثمرة أناناس مقابل 400 دولار؟! هذا باهظ بعض الشيء.
صعود الفاكهة الفاخرة
عندما طُرح تفاح هوني كريسب (Honeycrisp) منذ أكثر من 30 عاماً، لم يكن هناك الكثير من خيارات التفاح في السوبر ماركت.
يتذكر جيم لوبي، الأستاذ في قسم علوم البستنة بجامعة مينيسوتا، أن تفاح (ريد ديليشيوس) و(غولدن ديليشيوس)، وفي بعض المناطق، كان تفاح ماكينتوش من الخيارات القياسية، وأضاف أن تلك كانت فقط الخيارات المتاحة «إذا لم تذهب إلى بستان محلي، فلن يكون لديك الكثير من الخيارات».
لكن الناس كانوا متعطشين للمزيد، و(Honeycrisp) كان مناسباً للميزانية، حلواً وهشاً وجديداً.
إن تسويق المنتجات الجديدة أمر مكلف، إذ يتعين على الباحثين انتظار التكاثر والتهجين، وانتظار انتهاء دورة النمو، والبدء من جديد إذا كانت الفاكهة مخيبة للآمال، إن العثور على شيء لذيذ ومرن بدرجة كافية ليكون ناجحاً تجارياً يستغرق وقتاً، والكثير من العمل المضني، ثم يتعين على علماء النبات إقناع المزارعين بالاستثمار في ثمرة غير مثبتة، وتخصيص الموارد التي يمكن استخدامها للفاكهة المفضلة القديمة.
لكن منذ نجاح التفاحة (Honeycrisp)، زاد التنوع في قسم المنتجات، على مدى العقد الماضي تقريباً، زاد نصيب الفرد من الفواكه ذات الأسعار الأعلى -وهو مؤشر جيد للاستهلاك- مثل التوت والمانجو والأفوكادو، وفقاً لبنك رابوبنك، الذي استمد من بيانات وزارة الزراعة الأميركية، وحينها، ظل توافر الفواكه الرخيصة مثل التفاح والموز ثابتاً بشكل أساسي.
حتى إن بعض الفواكه المتخصصة قد طُورت تباعاً، إذ ظهر عنب كوتون كاندي على الساحة في عام 2011 الذي سُمي تيمناً بحلاوته، وسرعان ما أصبح شائعاً، وكانت حمضيات السومو، وهي مزيج من برتقال السرة والبوميلو واليوسفي، تختفي ببطء أكثر، لكنها انتشرت في السنوات الأخيرة.
في هذه الحالات، كان المستهلكون على استعداد لإنفاق المزيد قليلاً، لكن هذه العناصر رخيصة الثمن مقارنة بالفراولة التي يصنعها أويشي، والتي تتم زراعتها داخل المنزل في مزرعة عمودية يمكن التحكم في مناخها، عندما أصبح التوت متاحاً للجمهور لأول مرة في عام 2018، فرضت شركة أويشي رسوماً قدرها 50 دولاراً مقابل علبة مكونة من ثمانية قطع.
وسواء أكان الأمر مقنعاً أم لا، فإن سعر 50 دولاراً للفراولة ليس سعراً مستداماً، واليوم، وبعد جولات من التمويل وتحسين التكنولوجيا، أصبحت منتجات أويشي متاحة بسهولة أكبر وأرخص بكثير؛ إذ أصبح منتجهم من التوت متاحاً في محلات البقالة الرئيسية مقابل نحو 10 إلى 14 دولاراً لكل علبة.
(دانييل وينر برونر – CNN)