قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإيلون ماسك إن «الأعداء» الداخليين «أكثر خطورة» من الخصوم الأجانب مثل روسيا والصين، وذلك في محادثة مطولة استمرت ساعتين على موقع X، والتي تأخرت بسبب خلل في منصة التواصل الاجتماعي.
وبحسب موقع «إكس»، استمع أكثر من مليون شخص في بعض الأحيان إلى المناقشة التي جرت يوم الاثنين، والتي وصفها ترامب بأنها «أعظم مقابلة على الإطلاق»، على الرغم من أن ماسك كان قد أعد لانضمام 8 ملايين شخص إلى المحادثة مع الرئيس السابق، والتي بدأت بعد 42 دقيقة من الموعد المخطط له.
ويحاول ترامب التكيف مع سباق تنافسي جديد للوصول إلى البيت الأبيض بعد أن حلّت نائبة الرئيس كامالا هاريس محل الرئيس جو بايدن مرشحةً للحزب الديمقراطي الشهر الماضي.
وقد أبرز النقاش جاذبية ترامب لدى ماسك، الذي أعلن نفسه «مؤيداً مطلقاً لحرية التعبير» والذي انتقل بشكلٍ حاد إلى اليمين في السنوات الأخيرة واستخدم منصته الاجتماعية X للترويج لأفكاره بشأن الهجرة والتنظيم.
افتتح الرئيس السابق المحادثة بسرد مطول لمحاولة اغتياله في يوليو في بتلر بولاية بنسلفانيا، وقال ترامب إنه سيعود إلى المدينة في أكتوبر، قبل وقت قصير من انتخابات نوفمبر.
ثم اتهم الديمقراطيين بالتخطيط لـ«انقلاب» لاستبدال بايدن في التذكرة الرئاسية، وأشار ماسك إلى أن الحزب «أخذ [بايدن] إلى الخلف خلف السقيفة وأطلق عليه النار».
أشاد دونالد ترامب خلال مقابلته مع إيلون ماسك بزعماء روسيا والصين وكوريا الشمالية ووصفهم بأنهم «في قمة أدائهم». مارغو مارتن/رويترز واتهم ترامب هاريس أيضاً بالتحول نحو الوسط في قضايا مثل الهجرة، قائلاً إنها «يسارية متطرفة، ليبرالية من سان فرانسيسكو.. والآن تريد أن تكون ترامب أكثر من ترامب».
كان الرئيس السابق يكافح من أجل إيجاد خط متماسك للهجوم على هاريس في الأسابيع الأخيرة -بما في ذلك التشكيك في عرقها- مع اكتسابها أرضية في استطلاعات الرأي.
وظلت انتقاداته متناثرة يوم الاثنين، ونادراً ما ذكر هاريس بالاسم.
كما ثار ضد خصومه السياسيين، وأعلن أنه لديه «أعداء في الخارج وأعداء في الداخل» وأن «الأشخاص السيئين في حكومتنا» «أكثر خطورة» من الخصوم الأجانب.
وأشاد الرئيس السابق بزعماء روسيا والصين وكوريا الشمالية ووصفهم بأنهم «في قمة عطائهم».
وقال «إنهم أقوياء، وأذكياء، وأشرار».
وأشاد ماسك بالرئيس السابق بينما حاول مراراً وتكراراً تحويل المحادثة نحو موضوعات أكثر وسطية مثل الهجرة، حيث أشاد بترامب باعتباره معتدلاً وميّز بين الهجرة القانونية وغير القانونية، فضلاً عن الحد من الإنفاق الحكومي، والسيطرة على ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
لقد زعم ترامب زوراً أنه من «المستحيل» بيع السيارات الأميركية في أوروبا وأنه «من الصعب للغاية» على المزارعين الأميركيين بيع المنتجات الزراعية في الخارج، كما بالغ في تقدير حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها ضد روسيا وقلل من تقدير المساعدات من أوروبا.
وقال ترامب “لدينا عجز مع الاتحاد الأوروبي بقيمة 250 مليار دولار، وهو ما لا يعرفه الناس.. يبدو الأمر لطيفاً للغاية الاتحاد الأوروبي”، لكن دعني أخبرك: إنهم ليسوا صارمين مثل الصين، لكنهم سيئون. وقد أبلغتهم بذلك، وربما لهذا السبب أبلغوك. لا، إنهم لا يعاملون بلدنا بشكل جيد».
وحذّر مفوض الاتحاد الأوروبي تييري بريتون ماسك في رسالة قبل المقابلة من نشر خطاب الكراهية أو المعلومات المضللة في انتهاك لقانون الخدمات الرقمية للاتحاد.
وفي نهاية المقابلة، انتقد ترامب البالغ من العمر 78 عاماً بايدن البالغ من العمر 81 عاماً، ووصفه بأنه «أقرب إلى ولاية نباتية»، ورد ماسك: «ليس لدينا رئيس الآن».
وأشارت حملة هاريس إلى أن ماسك قال عام 2022 إن ترامب سيكون عمره 82 عاماً في نهاية فترة رئاسية أخرى، «وهو عمر كبير جداً ليكون رئيساً تنفيذياً لأي شيء، ناهيك عن الولايات المتحدة الأميركية».
وقال متحدث باسم حملة هاريس إن «تطرف» ترامب كان «موضحاً بشكل كامل لأولئك الذين لم يحالفهم الحظ للاستماع الليلة» بعد المقابلة.
«إن حملة ترامب بأكملها تخدم أشخاصاً مثل إيلون ماسك نفسه، رجالاً أثرياء مهووسين بأنفسهم سيبيعون الطبقة المتوسطة».