خبير اقتصادي لقيادة وزارة الدفاع الروسية، هذا ما وقع عليه اختيار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أحدث تعيين لمنصب شديد الحساسية، فما الذي دفع بوتين لتعيين مدني في مثل هذا المنصب العسكري، فيما تخوض البلاد حرباً في أوكرانيا اندلعت قبل أكثر من عامين؟

وبذلك سينتقل منصب وزير الدفاع من سيرجي شويجو حليف بوتين الذي قضى 12 عاماً في المنصب، إلى أندريه بيلوسوف (65 عاماً) الذي كان النائب الأول لرئيس الوزراء ومتخصصاً في شؤون الاقتصاد.

وقال الكرملين إن بوتين يرغب في أن يصبح شويجو أميناً لمجلس الأمن الروسي ليحل محل نيكولاي باتروشيف، وأن يتولى أيضاً مسؤوليات مجمع الصناعات العسكرية.

تغيير منطقي

وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، للصحفيين إن بوتين اختار بيلوسوف لأن هناك حاجة للابتكار، وسلط المتحدث الضوء على تنامي ميزانية الوزارة، قائلاً إنها بلغت مستويات كان آخر عهد البلاد بها أثناء الحرب الباردة.

وأضاف «الشخص الأكثر انفتاحاً على الابتكارات هو الذي سينتصر في ساحة المعركة، ولذا فمن الطبيعي في المرحلة الحالية أن يقرر الرئيس تولي مدني قيادة وزارة الدفاع».

وفي إشارة لحرب أوكرانيا قال بيسكوف إن التغيير منطقي، لأنه في ضوء ظروف جيوسياسية معروفة جيداً فإن روسيا تقترب من وضع مثل الذي كان عليه الاتحاد السوفيتي في منتصف الثمانينيات، عندما كانت السلطات العسكرية وسلطات إنفاذ القانون تحصل على 7.4 بالمئة من الإنفاق الحكومي.

وأضاف أن الميزانية تمثل حالياً 6.7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، مشيراً إلى أن ذلك يعني ضرورة ضمان توافق هذا الإنفاق مع المصالح العامة للبلاد، ولهذا السبب يريد بوتين الآن تعيين مدني ذي خلفية اقتصادية وزيراً للدفاع.

وأشار إلى خبرات بيلوسوف السابقة في القيادة وخلفيته الاقتصادية، قائلاً «إنه ليس مجرد مدني، لكنه رجل كان ناجحاً للغاية في قيادة وزارة التنمية الاقتصادية في روسيا، ولفترة طويلة كان مساعداً للرئيس في الشؤون الاقتصادية، وكان أيضاً النائب الأول لرئيس الحكومة في مجلس الوزراء السابق».

ومن المرجح أيضاً أن ينظر إلى هذا التغيير كمحاولة من بوتين لإخضاع الإنفاق الدفاعي لمزيد من التدقيق لضمان إنفاق الأموال بشكل فعال، بعد أن اتهم ممثلو الادعاء العام حليف شويجو ونائب وزير الدفاع بتلقي رشوة.

ويشارك بيلوسوف، وهو وزير اقتصاد سابق ومعروف بقربه الشديد من بوتين، الرئيس الروسي في رؤيته لإعادة بناء دولة قوية، وعمل أيضاً مع كبار الخبراء والمتخصصين في عهد بوتين الذين يريدون قدراً أكبر من الابتكار والمنفتحين على الأفكار الجديدة، كما يلعب دوراً هاماً في الإشراف على برنامج الطائرات المسيرة في روسيا.

ويشير التغيير الذي فاجأ النخبة في روسيا إلى أن بوتين يضاعف جهوده في الحرب الأوكرانية ويريد تسخير المزيد من الاقتصاد الروسي للحرب، بعد أن سعى الغرب إلى إغراق الاقتصاد بالعقوبات لكنه لم يفلح حتى الآن.

(CNN-آنا شيرنوفا وهيلين ريجان)