بعد ساعات طويلة حبس العالم خلالها الأنفاس ترقباً لما ستسفر عنه الأزمة الروسية، أعلنت قوات فاغنر بشكل مفاجئ مساء السبت وقف عملية الزحف نحو موسكو حقناً للدماء، لكن على الرغم من انتهاء الأزمة يتوقع العديد من الخبراء تأثر الأسواق بالاضطرابات الأخيرة في روسيا عند فتح أبوابها هذا الأسبوع، مع ميل المستثمرين نحو التحوط من أي اضطرابات اقتصادية أو سياسية محتملة.

دولار أقوى

ورصدت «رويترز» آراء عدد من المحللين والخبراء بشأن تأثير الأحداث الأخيرة على أداء الأسواق هذا الأسبوع.

وتوقع ألاستير وينتر -خبير الاستثمارات العالمية بشركة Argyll Europe- أن تصب التطورات الأخيرة في مصلحة الدولار والين الياباني الذي بدأ يشهد إقبالاً من المستثمرين في الآونة الأخيرة.

وقال «من الواضح أن قبضة بوتين ضعُفت، ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من التطورات، وسيشهد الدولار الأميركي إقبالاً كبيراً، خاصةً مع عودة الأسواق للتركيز على قرارات الفائدة وبيانات الركود الاقتصادي في الاقتصادات المختلفة».

ارتفاع النفط

واتفق معه ستيف سوسنيك -كبير المحللين الاستراتيجيين لدى Interactive Brokers- والذي رأى أن الأحداث الأخيرة ستزيد إقبال المستثمرين على الدولار وعزوفهم عن الأصول الأكثر خطورة، كما توقع ارتفاع أسعار النفط والسلع الرئيسية، حيث قال «على الرغم من الحظر الذي يفرضه الحلفاء الغربيون على روسيا، فإن الدب الروسي ما زال يصدر الكثير من المواد الخام للدول المتعاطفة معه مثل الصين، ومن المنطقي توقع ارتفاع النفط وغيره من السلع الرئيسية».

وأضاف «أما الذهب فمن الصعب التكهن باتجاهه، فإذا نظرنا إلى الأمر من الجانب النظري فإنه من المتوقع أن يستفيد الذهب من زيادة الإقبال عليه كملاذ آمن، لكن ما نراه في الواقع العملي هو أن ارتفاع الدولار يؤثر سلباً على أداء الذهب».

وتوقع سوسنيك أن يؤدي الوضع العالمي غير المستقر إلى زيادة الإقبال على أسهم الشركات المرتبطة بالسلع الأساسية والأنظمة الدفاعية.

ولاقى هذا الرأي تأييداً من مايكل بيرفيز -المدير التنفيذي بشركة Tallbacken Capital- الذي توقع أن تؤدي الأزمة الأخيرة إلى صعود النفط عند افتتاح الأسواق هذا الأسبوع، موضحاً “عندما تحدث مثل هذه الاضطرابات السياسية في إحدى الدول المنتجة للخامات الأساسية، فلا بد أن تتوقع صدمة في أسعار الخامات التي تنتجها هذه الدولة، على الأقل على المدى القصير”.

(رويترز)