عانت أسواق الأسهم حول العالم من تراجع كبير خلال جلسات تداول يوم الاثنين، وتحولت أغلب البورصات إلى اللون الأحمر، وسط تساؤل حول ما إذا كانت أسهم الذكاء الاصطناعي التي ازدهرت خلال الفترة الماضية قد فقدت زخمها.
وأدى تقرير الوظائف الضعيف بشكل مفاجئ لشهر يوليو تموز، يوم الجمعة الماضي، والتدهور الحاد في مؤشر التصنيع الصادر عن معهد إدارة التوريدات يوم الخميس إلى انخفاض الأسهم، وسجلت الأسهم الأميركية لحظة الافتتاح يوم الاثنين انخفاضاً حاداً، حيث انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 2.8% أو ما يعادل 1118 نقطة، وهبط مؤشر ناسداك بواقع 6.27% أو ما يعادل 1052 نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.13% أو ما يوازي 220 نقطة، وانخفض مؤشر راسل 2000، الذي ارتفع سابقاً على شكل أسهم صغيرة، بنسبة 7% تقريباً.
مخاوف بشأن النمو الاقتصادي
في الوقت نفسه، أدت المخاوف بشأن النمو الاقتصادي إلى زيادة التوقعات بدورة تيسير أكثر عدوانية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث تشهد وول ستريت انخفاض أسعار الفائدة في النهاية بمقدار 200 نقطة أساس أو أكثر.
ومع ذلك توقعت أسواق كابيتال إيكونوميكس، أن تستمر طفرة الذكاء الاصطناعي في قيادة الطريق إلى الأعلى، وقالت ديانا يوفانيل، كبيرة الاقتصاديين في أسواق كابيتال إيكونوميكس، إن ارتفاع الأسهم يجب أن يستأنف.
وكتبت يوفانيل: «تجدد المخاوف من الركود الأميركي أدى إلى زيادة فرص إجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، لكننا لا نعتقد أن الاقتصاد الأميركي سيقف في طريق ارتفاع الأسهم لفترة أطول بكثير».
وأضافت أن تقييمات الأسهم ليست قريبة من الإشارة إلى «كارثة اقتصادية»، ولا تزال فروق الائتمان قريبة من أدنى مستوياتها القياسية، إذ تتوقع كابيتال إيكونوميكس أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في كل اجتماع من سبتمبر حتى يوليو المقبل.
وقال يوفانيل إن الركود غير محتمل، بل إن النمو سوف يتسارع من جديد بعد فترة ضعف في النصف الثاني من هذا العام، مضيفة: «لذلك لا نتوقع أن تتدهور الرغبة في المخاطرة أكثر من ذلك بكثير، النتيجة هي أننا نشك في أن الاقتصاد سيقف كثيراً في طريق الفقاعة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي لتكتسب زخماً مرة أخرى قريباً».
زيادة أرباح شركات التكنولوجيا
في الواقع، تشير تقارير الأرباح الأخيرة من شركات التكنولوجيا، مثل مايكروسوفت وميتا وغوغل إلى أنهم أنفقوا مجتمعين 40.5 مليار دولار على البنية التحتية والأراضي والرقائق التي تعمل على تشغيل خدمات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم خلال الربع الثاني، بينما أكدت كل شركة أن هذه الأرقام ستزداد في العام المقبل.
ومن المرجح أن ينتهي هذا الإنفاق لدى موردي شرائح الذكاء الاصطناعي مثل إنفيديا، التي شهدت زيادات فلكية في الإيرادات وأسعار أسهمها في السنوات القليلة الماضية.
ودعا آخرون في وول ستريت المستثمرين إلى عدم المبالغة في رد الفعل تجاه الضعف المفاجئ في الوظائف، حيث قالت كلوديا سهام، الخبيرة الاقتصادية السابقة في بنك الاحتياطي الفيدرالي والتي طورت مؤشر الركود «قاعدة المساهمة»، إنها ليست قلقة في الوقت الحالي من دخول الولايات المتحدة في حالة ركود، مشيرة إلى أن دخل الأسرة لا يزال ينمو بينما يظل الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري قائمين.
ومع ذلك، فإن الاتجاهات الأخيرة في سوق العمل تبدو ضعيفة في أحسن الأحوال، حسب ما قالت كلوديا سهم، التي تشغل حالياً منصب كبير الاقتصاديين في شركة الاستثمار «New Century Advisors».
وأضافت: «لقد كان دقيقاً للغاية مع مرور الوقت، لذا لا ينبغي استبعاد ذلك»، مشيرة إلى أن فترات الركود يمكن أن تتراكم ببطء، ثم تأتي بسرعة.