عادة ما تحقق أسهم التكنولوجيا أداءً جيداً في أكتوبر، ولكن بداية هذا الشهر كانت أكثر صعوبة من المعتاد وشهدت تراجع أداء القطاع.
يعد شهر أكتوبر تاريخياً ثاني أفضل شهر لقطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ويرتفع القطاع بمعدل 2.7 في المئة في أكتوبر وفقاً لبيانات السوق من مؤشر داو جونز، ولا يتفوق عليه سوى شهر نوفمبر الذي سجل معدل ارتفاع قدره 3.1 في المئة، وهو أفضل شهر للقطاع.
الشهران يأتيان بعد شهر سبتمبر أيلول وهو أسوء شهر في العام للأسهم من جميع القطاعات، ويميل المستثمرون حالياً إلى توقع ربع رابع قوي بفضل الإنفاق في العطلات والأرباح القوية.
وقال المحلل لدى شركة سيفين ريبوت ريسيرش، توم إيساي إن هذا يساعد الأسهم في الحصول على دفعة في أكتوبر.
ولكن بعد بداية مضطربة لشهر أكتوبر هذا العام وانخفاض قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 1.5 في المئة حتى يوم الجمعة، ووفقاً لبيانات السوق لدى مؤشر داو جونز كانت هذه أسوأ أربعة أيام تداول للقطاع في أكتوبر منذ عام 2008.
هناك بعض الأسباب وراء التذبذب في قطاع التكنولوجيا ككل في شهر قوي تقليدياً.
قال إيساي «لقد اندفع المستثمرون إلى التكنولوجيا بناءً على وعد الذكاء الاصطناعي، والآن تجاوزنا مرحلة الإثارة هذه إلى مرحلة إثبات ذلك».
في الأساس اشترى المستثمرون أسهم شركات التكنولوجيا ذات القيمة السوقية الضخمة بأعداد كبيرة أثناء محاولتهم الدخول في شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
الآن، يريد المتداولون معرفة متى وكيف ستحصل هذه الشركات على عوائد على هذه الاستثمارات.
ومرّ السوق نفسه بأيام صعبة بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، والمخاوف بشأن ما قد يعنيه إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة للاقتصاد الأميركي وسلاسل التوريد الصناعية.
ولكن سوق الأسهم كان يرتفع يوم الجمعة، بعد أن أنهى عمال الموانئ الإضراب في أعقاب عرض جديد للأجور وجاء تقرير الوظائف في الولايات المتحدة أقوى بكثير من المتوقع، لكن هذا لا يغيّر حقيقة أن أسهم التكنولوجيا بدأت شهر أكتوبر على قدم خاطئة، وقد لا يتغير ذلك على الفور.
وقال إيساي «لقد وضع السوق في الحسبان معظم الأشياء الجيدة التي حدثت، ونحن عند تقييمات مبالغ فيها للغاية، وبالتالي لا يوجد الكثير من الغطاء لأي نوع من الأشياء السيئة التي قد تحدث».
ولا يزال هناك متسع من الوقت لأسهم التكنولوجيا للعودة قبل نهاية أكتوبر، وقد يكون أحد المحركات الرئيسية لهذا هو موسم الأرباح والذي من المقرر أن يبدأ خلال الأسبوع الحالي.
وتعلن كل من مايكروسوفت وأبل وميتا وألفابت وأمازون نتائج مالية ربع سنوية بحلول نهاية الشهر.
والتوقعات بشأن الأرباح مرتفعة بشكل لا يصدق وتنتظر وول ستريت بفارغ الصبر التفاصيل بشأن الجداول الزمنية لموعد سداد استثمارات الذكاء الاصطناعي الباهظة الثمن.
قالت رئيسة أبحاث تي إم تي لدى فيسيبل ألفا، ميليسا أوتو «عند الدخول في مرحلة الأرباح، هناك هذا التوتر بشأن أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة لأنها كبيرة جداً، وتشكل جزءاً كبيراً من المؤشر».
وأضافت «هل سيستمرون في مسار النمو نفسه على مدار العام أو العامين المقبلين، وما الذي سيقود ذلك في النهاية؟»
وتابعت لقد بدأ الشهر للتو وسيرى المستثمرون ما إذا كان القطاع قادراً على العودة إلى المسار الصحيح خلال أكتوبر، أو ربما تكون نظارات الواقع الافتراضي وردية للغاية.