قال مؤسس أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست، الملياردير جيف بيزوس، في حديثه في مؤتمر ديل بوك الذي نظمته صحيفة نيويورك تايمز أمس الأربعاء، إنه يأمل أن تنظر إدارة ترامب الثانية بشكل أكثر إيجابية إلى الصحافة، قائلاً إنه سيحاول إقناع ترامب بالتخلي عن فكرة أن «الصحفيين أعداء».

قال بيزوس «لا أعتقد أن الصحافة هي العدو، دعنا نذهب لإقناع ترامب بهذا».

كان ترامب قد استهدف بيزوس وشركاته خلال ولايته الأولى، لكن الملياردير الأميركي أكد أنه «متفائل للغاية» بشأن ولاية ترامب الثانية، وأشار إلى أنه يريد مساعدة الرئيس القادم، «أنا متفائل للغاية هذه المرة، ويبدو أن ترامب لديه الرغبة في الحد من القيود التنظيمية على الصحافة، وإذا تمكنت من مساعدته في القيام بذلك سأفعل».

كان ترامب، خلال ولايته الأولى قد انتقد بيزوس وأمازون، ووصف الصحيفة بأنها «واشنطن بوست المزيفة، هي جماعة الضغط الرئيسية لأمازون»، كما وجه اتهامات لبيزوس بالتهرب من دفع الضرائب، وكان القرار الأهم وقف عقد حوسبة سحابية بقيمة 10 مليارات دولار بين أمازون والبنتاغون، ما اعتبره الكثيرون في ذلك الوقت أنه سعي من ترامب للانتقام من بيزوس بسبب طبيعة تقارير الصحيفة.

كان بيزوس قد منع تأييد الصحيفة للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، في مواجهة ترامب، قبل أسبوعين فقط من يوم الانتخابات، ما أثار ردود فعل عنيفة من مراسليها وقرائها على حد سواء، ما أدى إلى استقالة ما يقرب من ثلث مجلس تحرير الصحيفة وإلغاء 250 ألف قارئ لاشتراكاتهم.

وعندما سُئل عمّا إذا كان قد توقع العاصفة التي أشعلها قراره بمنع تأييد هاريس، قال بيزوس «كنا نعلم أن هذا سيُنظر إليه على أنه أمر كبير جداً، فهذه القرارات يتم تضخيمها».

ونفى بيزوس أن يكون التخوف من انتقام ترامب المحتمل من شركاته، بما في ذلك أمازون وشركة استكشاف الفضاء بلو أوريغين، عاملاً في قرار الامتناع عن تأييد هاريس، «هذا بالتأكيد لم يكن في ذهني»، لكنه أكد أن البوست «ستستمر في تغطية أخبار الرؤساء بشكل عدواني للغاية، كما تفعل دائماً».

وتواجه صحيفة واشنطن بوست، التي استحوذ عليها بيزوس في عام 2013 مقابل 250 مليون دولار، صعوبات في مواجهة تراجع الاشتراكات والزيارات، لكن بيزوس أكد أن لديه خطة لتحويل مسار الصحيفة، «لدي مجموعة من الأفكار، وأنا أعمل على ذلك الآن، ولدي ابتكاران سأعلن عنهما قريباً لتطوير الجريدة».

التكنولوجيا وترامب

تأتي تعليقات بيزوس في الوقت الذي بدأ فيه المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في السعي إلى التواصل مع ترامب بشكل حثيث، وقد أعلنت «ميتا» هذا الأسبوع أن الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ يسعى إلى دور «نشط» في مناقشات سياسات دعم قطاع التكنولوجيا مع فريق ترامب.

ونفى بيزوس قلقه من العلاقة الوطيدة بين الرئيس ترامب والملياردير إيلون ماسك، الذي تتنافس شركته سبيس إكس مع بلو أوريغين التابعة لبيزوس، كما تنافس «إكس إيه آي» جهود الذكاء الاصطناعي لشركة أمازون، «ماسك لن يستخدم سلطته السياسية ضد منافسيه من القطاع الخاص».

كما علق الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، ساندر بيتشاي، بإيجاز على إدارة ترامب القادمة في مقابلة منفصلة خلال حدث أمس الأربعاء «الرئيس ترامب بالتأكيد سيركز بشدة على تحسين القدرة التنافسية الأميركية، خاصةً في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي».