توجهات المتداولين.. نحو وضوح أكبر وسط تراجع الفوضى

توجهات المتداولين.. نحو وضوح أكبر وسط تراجع الفوضى
جون هاردي clock

جون هاردي

رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في ساكسو بنك

استفاق العالم مع بداية الربع الثاني على وقع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة، في ما سُمِّي بـ"يوم التحرير"، ما أحدث صدمة حادة في الأسواق تشبه الانهيار، إذ بدأت تتعامل بجدية مع ملامح نظام تجاري عالمي جديد، لكن بما أن الأسواق باتت معتادة على ميل ترامب للتراجع في اللحظة الأخيرة، لم يلبث أن أعلن تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً على جميع الدول باستثناء الصين، هذا التأجيل منح الولايات المتحدة مساحة زمنية للتفاوض على اتفاقيات تجارية بديلة.

وبحلول منتصف مايو، توصّلت واشنطن وبكين إلى اتفاق يقضي بالتراجع عن رسوم كانت تقترب من مستوى الحظر الكامل، ما ساعد على تهدئة التوترات ومهّد الطريق أمام ربع ثالث قد يحمل بعض الإجابات للأسئلة الكثيرة التي خيّمت على النصف الأول من العام، ومع ذلك تبقى التوقعات مفتوحة على كل الاحتمالات في ولاية ترامب الثانية، حيث لا شيء يُعدّ محسوماً سلفاً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

مع دخولنا الربع الثالث، تتصدّر المشهد قضايا رئيسية في الأسواق، أبرزها:

العلاقات الأمريكية – الصينية.. من يمتلك أوراق الضغط؟
لا تزال الصين تُعرف بـ"مصنع العالم"، ومن الصعب إيجاد بدائل حقيقية للكمّ الهائل من المنتجات التي تصنّعها، لكن نقطة القوة الحقيقية للصين تكمن في المعادن الأرضية النادرة، وفي عمليات تكريرها واستخدامها في مكونات صناعية بالغة الأهمية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ساد الارتياح في الأسواق مع استئناف الصين تصدير المعادن الأرضية النادرة بعد شبه حظر فرضته في مطلع أبريل، غير أن بعض المخاوف لا تزال قائمة. فالصين تدرك جيداً حجم نفوذها، ليس فقط من حيث قدراتها في التنقيب والتكرير، بل أيضاً في مجال تصنيع المكونات الصناعية الحيوية التي تعتمد على هذه المعادن، وفي مقدمتها المغناطيسات المستخدمة في صناعة الرقائق الإلكترونية، وبطاريات السيارات الكهربائية، والتوربينات الهوائية، والمعدات العسكرية، وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 75% من المعدات العسكرية الأميركية تحتوي على مكونات تدخل فيها هذه المعادن.

بعد أن أوقفت شحناتها مؤقتاً خلال الربع الثاني، أعلنت الصين أنها ستحدّد تراخيص التصدير بفترة لا تتجاوز ستة أشهر، وقد تراقب أيضاً هوية المشترين وتفرض قيوداً على الاستخدامات النهائية، لا سيما الأغراض العسكرية.

في المقابل، لا تزال الولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط خاصة بها، من أبرزها مكونات محركات الطائرات لشركة بوينغ، بالإضافة إلى صادرات الإيثان، وهو عنصر كيميائي أساسي في صناعة البلاستيك.

الاتفاقيات التجارية الأميركية الجديدة وجداول الرسوم المرتقبة

بعيداً عن التهدئة الهشة مع الصين، ستركز الأسواق على كيفية فرض الرسوم الأميركية على بقية الدول، ووفقاً للمؤشرات الحالية، من المتوقع أن يكشف الرئيس ترامب عن جدول رسوم جديد يستهدف الدول الأقل أهمية من الناحية الاستراتيجية، أو تلك التي يُعتقد أنها تتفاوض بـ"نية سيئة".

ومن المتوقع أيضاً أن يشهد الربع الثالث توقيع أهم الاتفاقيات التجارية مع الحلفاء الأمنيين التقليديين للولايات المتحدة، وهما اليابان وأوروبا، وقد تتعقد المحادثات الأميركية – اليابانية بفعل الأوضاع السياسية الداخلية في اليابان، لا سيما بعد انتخابات مجلس الشيوخ المقررة في 20 يوليو.

ورغم أن من غير المرجح أن تعود الرسوم الجمركية إلى مستوياتها العقابية التي سُجلت في "يوم التحرير" خلال أبريل، فإنها ستبقى مرتفعة نسبياً، إذ يُتوقع أن تتراوح بين 12% و18%، وهو ما قد ينعكس سلباً على وتيرة نمو الاقتصادين الأميركي والعالمي.

جون هاردي، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي العالمي، ساكسو بنك - أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك

تم إعداد هذه المقالة لصالح CNN الاقتصادية، والآراء الواردة فيها تمثّل آراء الكاتب فقط ولا تعكس أو تمثّل بأي شكل من الأشكال آراء أو وجهات نظر أو مواقف شبكة CNN الاقتصادية.