يشهد القطاع العقاري في قطر ازدياداً كبيراً في الطلب من قبل المشترين المحليين وتحديداً في الشريحة الفاخرة، وفقاً لتقرير صدر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية «نايت فرانك» بالتعاون مع «يوغوف» للأبحاث، تحت عنوان «وجهة قطر»، حيث أظهر أن 30 في المئة من الأثرياء مستعدون لإنفاق أكثر من مليون دولار في القطاع.

يستطلع التقرير آراء 30 شخصاً من أصحاب الثروات الكبيرة في قطر، الذين يبلغ صافي ثرواتهم مجتمعة أكثر من 155 مليون دولار.

قطر من أغنى دول العالم، إذ تحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والذي يقدر بنحو 69 ألف دولار.

القطاعات السكنية والمكتبية تتصدر القائمة

وفقاً لنتائج الاستبيان، يفضل أثرياء قطر الاستثمار في قطاع العقارات السكنية بنسبة 37 في المئة، ما يجعله القطاع الأكثر تفضيلاً، ثم قطاع العقارات المكتبية في المرتبة الثانية بنسبة تفضيل تبلغ 33 في المئة، في حين يأتي قطاع التجزئة في المرتبة الثالثة بنسبة 23 في المئة.

يوضح فيصل دوراني، الشريك ورئيس أبحاث الشرق الأوسط في «نايت فرانك»، قائلاً «يركز أصحاب الثروات الكبيرة من قطر بشكل أساسي على قطاعي الإسكان والمكاتب للاستثمارات العقارية هذا العام، يُعزى هذا التركيز إلى الإنفاق الكبير الذي تم توجيهه لتطوير وتحديث البنية التحتية في قطر، بمبلغ قدره 229 مليار دولار أميركي في الفترة التي سبقت استضافة كأس العالم 2022، أدى هذا الاستثمار إلى إنشاء 850 ألف فرصة عمل على مدى السنوات العشر الماضية وزيادة عدد السكان بنسبة 60 في المئة.

«بالتالي، ازداد الطلب على العقارات السكنية بشكل ملحوظ، وارتفعت الإيجارات بنسبة تتراوح بين 20 و25 في المئة خلال الاثنتي عشرة سنة الماضية، ونتيجة لذلك، ارتفعت عوائد الاستثمار في الشقق إلى نحو 6.4 في المئة وفي الفلل إلى أربعة في المئة، ما يجعل العقارات السكنية خياراً جذاباً لأصحاب الثروات الكبيرة في البلاد».

ويقول آدم ستيوارت، رئيس فرع «نايت فرانك» في قطر «النمو الملحوظ في القطاع السكني في قطر شهادة على الاستثمارات الاستراتيجية التي تمت قبل استضافة كأس العالم، بفضل البنية التحتية المتطورة التي تم تأسيسها لمواكبة الزيادة الكبيرة في عدد السكان والمبادرات الحكومية المعمول بها، مثل الحصول على إقامة في البلاد من خلال شراء عقار لجذب المستثمرين، والأدوات المالية التي تقدمها البنوك المحلية لتمويل عمليات الشراء، فإن قطر مستعدة للتنافس في الساحة الدولية».

لوسيل المدينة المفضلة

واكتسبت لوسيل، المدينة المستدامة الرائدة في قطر، مكانة بارزة باعتبارها الوجهة المفضلة للاستثمار في العقارات السكنية بين أصحاب الثروات الكبيرة.

تتمتع المدينة بعدة مزايا جاذبة للمستثمرين، بدءاً من موقعها المتميز بالقرب من الدوحة وتوفر مجموعة واسعة من المرافق الترفيهية، وصولاً إلى عدد الوحدات السكنية المقرر الانتهاء من تشييدها والبالغة 25 ألف وحدة سكنية تتضمن أبراجاً شاهقة ومنازل عائلية.

وقال دوراني «عندما يتعلق الأمر بالمواقع المفضلة لدى أصحاب الثروات الكبيرة في البلاد، تبرز لوسيل كأولى الأحياء المفضلة والتي تبلغ ميزانية شراء عقار فيها نحو 1.8 مليون دولار، وفي الواقع يملك 71 في المئة من أصحاب الثروات الكبيرة الذين تحدثنا إليهم منزلاً فيها، وتم تصنيف مارينا لوسيل وواجهة لوسيل المائية كأبرز موقعين مفضلين لاقتناء العقارات السكنية.

«موقع لوسيل القريب من الدوحة يجعلها تبدو كأنها مدينة داخل مدينة الدوحة، حيث تم تعزيز وتطوير جميع وسائل الراحة المتوفرة في الدوحة بشكل فعال في لوسيل، وهو ما يزيد من جاذبيتها بين النخبة في قطر كوجهة استثمارية في قطاع العقارات».

ووفقاً للتقرير، يواجه القطاع السكني في قطر تحدياً يتمثل في نقص الخيارات المتوسطة التكلفة والتي تلائم فئات مختلفة من المشترين، حيث يتركز 80 في المئة من المشاريع على الوحدات الفاخرة، وهو ما يجعل من الصعب تقدير الطلب الحقيقي في السوق.