تشهد الفترة الراهنة اتجاهاً متزايداً بين الفنادق والمنتجعات حول العالم -بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط- نحو الممارسات المستدامة، واتسع هذا الاتجاه مؤخراً ليشمل قوائم الطعام، فقد وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن 81 في المئة من المسافرين الذين شملهم الاستطلاع أكدوا عزمهم حجز إقامة مستدامة في عطلتهم، في إشارة إلى ارتفاع نسبة المسافرين من أصحاب العقلية الخضراء على مدى السنوات الست الماضية.

وفقاً للتقرير الصادر عن لايت سبيد عام 2022، فإن هناك عاملين أساسيين لتحقيق الاستدامة في مجال الضيافة، وهما تقليل هدر الطعام وتوفير قائمة طعام محلية مستدامة، وأوضح التقرير أن 81 في المئة من مشغلي الفنادق في كندا أضافوا المزيد من الأطعمة المحلية الطازجة إلى قوائم الطعام الخاصة بهم.

كما تعاونت مجموعة سيلكس هوتيل العالمية مع مطعم “مشليين ليتل تريي فوود”، لإطلاق مبادرة لزيادة وتنويع الأطعمة النباتية على قوائمها، وهو ما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، لأنها تفي بمسؤولية تحسين محتوى الوجبات.

أما مجموعة أكور الفندقية التي تضم أكثر من 10000 مطعم وتقدم أكثر من 200 مليون وجبة سنوياً، فتولي اهتماماً خاصاً لنوعية وجودة الطعام الذي تقدمه، إذ ينصب تركيزها على الوجبات الصحية المصنوعة من المنتجات الطازجة غير المصنعة، مع دعم المنتجين والشركاء المحليين، وتمثل عمليات التوريد جزءاً مهماً من بصمتها البيئية، وتهدف المجموعة لتقديم قائمة طعام صحية ومستدامة والقضاء على هدر الطعام من خلال تقديم أطباق طازجة وصحية تعتمد على مكونات محلية ويتم إعدادها بطريقة صديقة للبيئة.

ويعتمد ما يقرب من 60 في المئة من فنادق أكور في الوقت الحالي على الإمدادات المحلية والأطعمة الموسمية، إذ تقدم ما لا يقل عن 10 أطباق محلية، مع الفواكه أو الخضراوات الموسمية التي تمثل ثلاثة أرباع الكمية المقدمة في الطبق، كما أن 60 في المئة منها تتعامل مع منتجين موثوقين للمنتجات العضوية أو المزارع المعتمدة بيئياً، كما أن أكثر من 40 في المئة منها تحرص على تقديم أطعمة لا تتعارض مع معايير رعاية الحيوان.

وبدأ هذا الاتجاه يزدهر بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط، على سبيل المثال تسعى فنادق ومنتجعات ميلينيوم في الإمارات لتبني الممارسات الغذائية المستدامة وإقامة علاقات طويلة الأمد مع المجتمع المحلي من خلال دعم المؤسسات المحلية الصغيرة ومتوسطة الحجم.

وتأكيداً على مسؤوليتها الاجتماعية ودعمها رؤية دولة الإمارات لتصبح إحدى الدول الرائدة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، دخلت فنادق ومنتجعات ميلينيوم في شراكة مع منصة «ووترميلون»، وهي منصة رائدة لتوريد الأطعمة والمشروبات، وتهدف هذه الشراكة لتوفير المنتجات الغذائية من مصادر محلية عبر فنادقها في الإمارات، وفقاً لبيان صحفي صادر عن ميلينيوم.

ومن أبرز مزايا هذا التعاون أنه سيتيح لميلينيوم الحصول على المنتجات من المزارعين المحليين، ما يضمن استخدام المنتجات الطازجة وذات الجودة العالية عبر فنادقها، فلدى ووترميلون فريق متخصص يقوم بالتوريد والتعاون مع مزارعين وصيادين محليين في جميع أنحاء الإمارات، لتوفير مجموعة مختارة من الفواكه والخضراوات والمأكولات البحرية الطازجة، بالإضافة إلى مجموعة من المنتجات مزروعة محلياً من خلال منصتها، وتتضمن المنصة شبكة فعالة متنامية تضم أكثر من 50 شركة زراعية تجارية تمثل أكثر من 1000 مزارع محلي.

وتعليقاً على المشروع، قال رئيس مجلس إدارة فنادق ومنتجعات ميلينيوم الشرق الأوسط وإفريقيا، فهد عبدالرحيم كاظم: «تهدف شراكتنا مع ووترميلون لإظهار التزامنا، توفير نظام غذائي أكثر مرونة واستدامة للمجتمعات المحلية، والاحتفاء بالنكهات المذهلة التي تشتهر بها دولة الإمارات، وتلتزم فنادق ومنتجعات ميلينيوم بالسعي لتحقيق الاستدامة الزراعية وتعزيز تنويع الأغذية وتحسين تجربة تناول الطعام في جميع فنادقنا».