أصبح المستأجرون لهم اليد العليا في توازن القوى مع أصحاب العقارات في أميركا، وتظل وحدات الشقق في السوق لفترة أطول، وترتفع معدلات الشواغر، ويتباطأ نمو الإيجارات.

والآن، أصبح أصحاب العقارات مجبرين على تقديم حوافز إضافية مثل مواقف مجانية للسيارات وأسابيع مجانية من الإيجار لحمل المستأجرين على التوقيع على الخط المنقط.

ارتفعت حصة قوائم الإيجار على موقع «زيلو»، التي تقدم تنازلات كحافز للإيجار، إلى 33.2% في يوليو تموز، وهذا ثابت مقارنة بشهر يونيو حزيران، لكنه أعلى من 25.4% قبل عام وأعلى بكثير من أدنى مستوى له مؤخراً عند 19.4% قبل عامين، وفقاً لموقع «زيلو».

قال أورف ديفونجي كبير خبراء الاقتصاد في شركة زيلو «إن أصحاب العقارات يتسابقون في الحصول على مستأجرين، لذا فهم يقدمون مجموعة من الصفقات والامتيازات لتحسين الوضع، والمستأجرون يتمتعون بقوة تفاوضية أكبر».

تحظى الصفقات بشعبية خاصة في ست مناطق حضرية رئيسية، حيث تقدم أكثر من نصف قوائم الإيجار على «زيلو» عروضاً إضافية؛ رالي (53.3%)، شارلوت (53%)، أتلانتا (52.2%)، سولت ليك سيتي (50.9%)، ناشفيل (50.8%) وأوستن (50.5%).

وقد شهدت جميع هذه الأسواق زيادة في التنازلات التي يقدمها مالكو العقارات خلال العام الماضي، بقيادة شارلوت، حيث زادت حصة الوحدات التي تقدم حوافز بنحو 16 نقطة مئوية.

لم تواجه ناتالي جارسيا، وهي طالبة دراسات عليا تبلغ من العمر 23 عاماً في أريزونا، أي مشكلة في العثور على صفقة عندما كانت تبحث عن مكان للعيش فيه مع صديقها هذا الربيع.

وقال جارسيا في مقابلة هاتفية مع شبكة CNN «بصراحة، كانت جميع الشقق التي كنت أبحث عنها قيد العروض الترويجية».

انتهى الأمر بغارسيا وصديقها إلى الحصول على خصم بنسبة 50% من إيجار الشهر الأول في شقة مكونة من غرفة نوم واحدة انتقلا إليها مؤخراً في سكوتسديل، وقالت «كان التخفيض بمثابة مكافأة».

حصلت رايلي دونهام على شهر مجاني من الإيجار بعد أن عرضت هي وصديقها إصلاح سياج مكسور في شقة مكونة من غرفتي نوم كانا يبحثان عنها في جيلبرت بولاية أريزونا.

قالت دنهام وهي معلمة تبلغ من العمر 23 عاماً «لقد كنا محظوظين تماماً، أعتقد أننا كنا سنحصل على شهر مجاني من الإيجار على أي حال».

ارتفاع تكلفة المعيشة

ورغم هذه التنازلات، لا تزال تكلفة السكن تشكل نقطة حساسة في الاقتصاد.

ووفقاً لمكتب إحصاءات العمل، شكل المأوى ما يقرب من 90% من الزيادة الشهرية في أسعار المستهلك في مختلف أنحاء الاقتصاد في يوليو تموز، وقفزت أسعار المأوى بنسبة 5.1% على العام الماضي، على الرغم من أن هذا يمثل تباطؤاً عن الاتجاهات الأخيرة.

لا تزال أسعار إيجارات الشقق ترتفع، حيث ارتفعت بنسبة 5.1% خلال العامين الماضيين، وفقاً لشركة «زيلو».

ومع ذلك، فإن هذا يتماشى مع الاتجاهات التاريخية ويمثل تحسناً كبيراً مقارنة بالارتفاع بنسبة 22.3% خلال العامين السابقين.

وكان التحول في ميزان القوى لصالح المستأجرين مدفوعاً جزئياً بطفرة بناء الشقق.

في يونيو حزيران، تم الانتهاء من تشييد ما يقرب من 60 ألف وحدة سكنية متعددة الأسر في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات حكومية، وهذه أكبر زيادة في العرض منذ عام 1973.

لقد أدت الطفرة الأخيرة في البناء إلى صعوبة شغل بعض الوحدات من قبل أصحاب العقارات، ويظل معدل الشواغر الإيجارية عند 6.6%، وهو أعلى مستوى منذ شتاء عام 2021.

وقال ديفونجاي، الخبير الاقتصادي في شركة زيلو، إن انخفاض أسعار الرهن العقاري يمكن أن يعمل أيضاً لصالح المستأجرين من خلال تشجيع بعض المستأجرين المحتملين على الابتعاد عن الهامش والدخول إلى سوق الإسكان.

وقال ديفونجوي «من خلال كونهم استباقيين ومطلعين وإدراك نفوذهم، يمكن للمستأجرين تحقيق أقصى استفادة من الامتيازات التي يقدمها أصحاب العقارات».