حذّرت أكبر شركة ألبان في المملكة المتحدة من أن نقص العمالة يقوّض الأمن الغذائي في البلاد حيث يؤدي تضخم الأجور ونهاية حرية التنقل إلى الضغط على الإنتاج وإجبار المزارعين على تقليص قطعانهم.
وقال واحد من كل 12 من مزارعي الألبان الـ472 الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته شركة «أرلا» التعاونية الدنماركية لمنتجات الألبان إنهم خفّضوا الإنتاج استجابة لضغوط التوظيف.
وبحسب الدراسة التي صدرت يوم الاثنين، قال 16% من المزارعين إنهم سيفكرون في ترك القطاع تماماً ما لم يتحسن الوضع.
وقال باس بادبرج، المدير الإداري لشركة أرلا في المملكة المتحدة، «أخبرنا مزارعونا منذ فترة أنهم يواجهون تحديات حقيقية في ما يتعلق بحالة سوق العمل، وإذا أردنا أن يستمر مزارعونا في توفير الطعام لملايين المنازل في جميع أنحاء البلاد، فإنهم يحتاجون إلى المساعدة».
وقال بادبيرج حسب ما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، إن نقص الموظفين كان سبباً في تضخم الأجور في القطاع مع تنافس الشركات الزراعية على العمال.
ووجد البحث أن المزارعين كانوا يدفعون للعمال هذا العام ما يقرب من الثلث أكثر مما كانوا يدفعونه في نهاية عام 2019، قبل جائحة كوفيد-19 وإنهاء الحركة غير المقيدة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال بادبيرج إن إنهاء حرية التنقل كان «جزءاً من الديناميكية» لكن الوباء «غيّر أيضاً سوق العمل»، وأضاف «لم نرَ التأثيرات الكاملة لذلك»، مشيراً إلى أن الناس يختارون بشكلٍ متزايد المهن التي تسمح لهم بالعمل عن بُعد أو بشكلٍ مرن.
وأضاف أن الصناعة تواجه صعوبة في إقناع الشباب باختيار تصنيع الأغذية كخيار وظيفي، وجذب المرشحين المؤهلين ذوي المهارات اللازمة للعمل في مجال التصنيع الآلي بشكل متزايد.
وقال إن الأمر يستغرق الآن في المتوسط ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر للعثور على مهندس لمصانع أرلا.
ودعت أرلا الحكومة إلى المساعدة على تعزيز المهن في قطاع الأغذية والزراعة، ودعم تطوير المهارات وتعزيز الاستثمار في الأتمتة لرفع الكفاءة وسد العجز في العمالة.
وتعمل الجمعية التعاونية مع وزارة العمل والمعاشات التقاعدية على تعزيز قطاع الأغذية في مراكز العمل ومن خلال خدمات الاستشارة المهنية، وقال بادبيرج إن إصلاح المشورة المهنية المقدمة في المدارس أمر ضروري أيضاً.
ودعت أرلا الوزراء أيضاً إلى تسريع الخطط الرامية إلى إلغاء ضريبة التدريب المهني وإطلاق «ضريبة النمو والمهارات» الجديدة، ما يسمح للشركات باستخدام نسبة من مساهماتها في المخطط لتمويل التدريب من خلال طرق أخرى.
انخفض عدد مزارعي الألبان في المملكة المتحدة بشكلٍ مطّرد على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكن الانخفاض بين الخريف الماضي والربيع هذا العام كان أكبر من المتوسط.
وانخفض عدد مزارعي الألبان في الصناعة بنسبة 5.8 في المئة بين أكتوبر 2023 وأبريل 2024، من 7500 إلى 7130، وفقاً لمجلس تنمية الزراعة والبستنة، وهو مجلس استشاري للمزارعين البريطانيين.
ومع ذلك، انخفض إنتاج الحليب خلال الفترة المماثلة بنسبة 0.5 في المئة فقط، أو 33 مليون لتر، ما يشير إلى توزيع الأبقار على مزارع ألبان أخرى، ما أدّى إلى زيادة إنتاج تلك المزارع، حسب ما قالت سوزي ستانارد، المحللة في AHDB.
وقال ستانارد: «كانت الظروف الجوية الصعبة هذا العام عاملاً مؤثراً بالنسبة للعديد من الناس، إلى جانب انخفاض أسعار الحليب في ذلك الوقت ولكن أيضاً زيادة المتطلبات التنظيمية، وخاصة المتطلبات البيئية التي تتطلب استثمارات كبيرة».