اتفقت الهند والصين، يوم الاثنين، على استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين بعد توقف دام نحو خمس سنوات بسبب جائحة كورونا والتوترات السياسية التي أعقبتها. وجاء الإعلان في ختام زيارة قام بها السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الهندية، فيكرام ميسري، إلى العاصمة الصينية بكين، ما يمثل مؤشراً جديداً على تحسن العلاقات بين أكبر دولتين سكاناً في العالم.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
استئناف الرحلات والمبادرات الدبلوماسية
قالت وزارة الخارجية الهندية في بيان إن الزيارة أثمرت عن «اتفاق مبدئي لاستئناف خدمات الطيران المباشر بين البلدين»، مضيفة أن السلطات الفنية من الجانبين ستجتمع قريباً للتفاوض على إطار عمل محدث لتنفيذ هذا الاتفاق.
كما أشار البيان إلى موافقة الصين على استئناف رحلات الحج الهندوسي إلى مزار «كريشنا»، التي توقفت منذ بداية العقد الحالي، وتعهد الجانبان بتكثيف الجهود الدبلوماسية لتعزيز الثقة المتبادلة وحل القضايا الاقتصادية والتجارية العالقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ويذكر أنه قبل الجائحة، كانت هناك نحو 500 رحلة مباشرة شهرياً بين
الهند والصين، وفقاً لتقارير إعلامية هندية.
تاريخ من التوترات
تأتي هذه الخطوة في ظل محاولات البلدين تحسين العلاقات التي تأثرت بشكل كبير بعد الاشتباكات الدامية في منطقة الحدود (الهيمالايا) عام 2020، والتي أسفرت عن مقتل 20 جندياً هندياً و4 جنود صينيين.
تبع الحادث قرارات هندية صارمة ضد الشركات الصينية، بما في ذلك حظر استثماراتها في قطاعات اقتصادية حيوية ومنع استخدام مئات التطبيقات الصينية، مثل تطبيق تيك توك.
وفي أكتوبر تشرين الأول 2024، توصل الطرفان إلى اتفاق مهم لسحب القوات من نقاط اشتباك رئيسية على الحدود المتنازع عليها، تزامناً مع أول لقاء رسمي منذ خمس سنوات بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
إشارات إيجابية جديدة
ورغم أن بيان الخارجية الصينية لم يتطرق مباشرة إلى استئناف الرحلات، فإنه أشار إلى جهود مشتركة لتحسين العلاقات منذ العام الماضي، مؤكداً أن «تطوير العلاقات بين الصين والهند يصب في مصلحة البلدين».
وجاءت زيارة فيكرام ميسري إلى بكين بعد أسابيع من جولة دبلوماسية أجراها مستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال، أحد أبرز مساعدي رئيس الوزراء مودي، ما يعكس رغبة كلا البلدين في تعزيز العلاقات.
ويُعتبر استئناف الرحلات الجوية والمبادرات الدبلوماسية الأخرى خطوة إيجابية نحو تحسين العلاقات بين الجارين الآسيويين، ما قد يمهد الطريق أمام تعاون اقتصادي ودبلوماسي أكبر في المستقبل.
(أ.ف.ب)