ذكرت صحيفة غلوبال تايمز، المدعومة من الدولة الصينية، أن الصين تضع المنتجات الزراعية الأميركية في مرمى نيرانها، بينما تستعد لاتخاذ تدابير ضد الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على الواردات، ما يزيد من المخاطر في حرب تجارية متصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم.
هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الصين برسوم إضافية بنسبة 10% من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، ما أدى إلى تعريفة تراكمية بنسبة 20%، واتهم بكين بعدم بذل ما يكفي لوقف تدفق الفنتانيل إلى أميركا، الذي قالت الصين إنه بمثابة "ابتزاز".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
أفادت غلوبال تايمز يوم الاثنين، نقلاً عن مصدر مجهول، "إن الصين تدرس وتصوغ تدابير مضادة ذات صلة رداً على التهديد الأميركي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية بحجة الفنتانيل".
وأضاف التقرير أن "التدابير المضادة من المرجح أن تشمل التعريفات الجمركية وسلسلة من التدابير غير الجمركية، ومن المرجح أن يتم إدراج المنتجات الزراعية والغذائية الأميركية"، ولم تستجب وزارة التجارة الصينية والسفارة الأميركية في بكين على الفور لطلبات التعليق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
يتكون الرسم البياني من قسمين، مخطط شريطي يوضح حصة البرازيل والولايات المتحدة في إجمالي واردات الصين الزراعية في عامي 2015 و2024، ومخطط خطي آخر يوضح الواردات الزراعية من البرازيل والولايات المتحدة بين عامي 2015 و2024.
لطالما كانت الولايات المتحدة عُرضة لاستخدام الصين لصادراتها الزراعية ككيس ملاكمة في أوقات التوترات التجارية.
تظل الصين أكبر سوق للمنتجات الزراعية الأميركية، على الرغم من انخفاض الواردات منذ عام 2018، بعد أن فرضت بكين تعريفات جمركية تصل إلى 25% على فول الصويا ولحوم البقر ولحم الخنزير والقمح والذرة والذرة الرفيعة، رداً على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على السلع الصينية.
استورد أكبر مستورد زراعي في العالم وثاني أكبر اقتصاد ما قيمته 29.25 مليار دولار من المنتجات الزراعية الأميركية في عام 2024، بانخفاض 14% عن العام السابق، ما يمدد انخفاضاً بنسبة 20% في عام 2023.
كانت غلوبال تايمز، المملوكة لصحيفة الحزب الشيوعي الحاكم، صحيفة الشعب اليومية، أول من أبلغ عن الخطوات التي تخطط الصين لاتخاذها رداً على فرض الاتحاد الأوروبي تعريفات جمركية على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي.
ترك إعلان ترامب لبكين أقل من أسبوع للتوصل إلى تدابير مضادة أو التوصل إلى اتفاق، كما تتزامن الرسوم الإضافية المقترحة مع بدء الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني، وهو حدث سياسي من المتوقع أن تطرح فيه بكين أولوياتها الاقتصادية لعام 2025.
رسوم ترامب الجمركية "ستأتي بنتائج عكسية"
يقول المحللون إن بكين لا تزال تأمل في التفاوض على هدنة مع إدارة ترامب، ولكن مع عدم وجود أي علامات على أي محادثات تجارية حتى الآن فإن احتمال التقارب بين العملاقين الاقتصاديين يتلاشى.
قال وانج دونج، المدير التنفيذي لمعهد التعاون والتفاهم العالمي بجامعة بكين، "إن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة ليست حتمية، لكن قرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية الآن قرار سيئ".
"قد يعتقد ترامب ومستشاروه أن فرض الرسوم الجمركية في هذا الوقت هو للضغط على الصين، وإرسال إشارة، لكن هذا سيأتي بنتائج عكسية وسترد الصين بقوة حتماً".
لقد أدت الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين خلال فترة ولاية ترامب الأولى إلى اندلاع حرب تجارية شاملة، ما أدى إلى قلب الأسواق المالية وإلحاق الضرر بالنمو العالمي.
هذه المرة، قوبلت أول دفعة من الرسوم الجمركية على واردات الفنتانيل التي فرضها ترامب في الرابع من فبراير شباط بتحرك انتقامي سريع من جانب بكين.
أعلنت الصين عن سلسلة من الرسوم الجمركية واسعة النطاق، بما في ذلك فرض عقوبات على شركات أميركية.