تسريح موظفي الحكومة يهز قلب معقل ترامب.. صدمة اقتصادية في باركرسبورغ

تسريح موظفي الحكومة يهز قلب معقل ترامب (CNN Business)
تسريح موظفي الحكومة يهز قلب معقل ترامب
تسريح موظفي الحكومة يهز قلب معقل ترامب (CNN Business)

في قلب مدينة باركرسبورغ، في ولاية وست فرجينيا، تعيش جينيفر بيغوت حالة من الندم بعد أن فقدت وظيفتها فجأة في مكتب خدمة الإيرادات الفيدرالي.

كانت بيغوت من أشد مؤيدي الرئيس دونالد ترامب، ورفعت بفخر علم حملته أمام منزلها خلال الانتخابات، لكنها الآن تشعر بالخيانة بعد أن طالتها سياسات الإدارة التي دعمتها.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

تقول بيغوت (47 عاماً) «لم يكن أحد منا يتخيل حجم الدمار الذي ستسببه هذه الإدارة لحياتنا».

وكانت واحدة من أكثر من 125 موظفاً تم فصلهم في فبراير شباط، ضمن موجة تسريحات تستهدف الموظفين الحكوميين في إطار خطة ترامب ومستشاره التنفيذي إيلون ماسك لخفض حجم الحكومة الفيدرالية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

حقبة جديدة من التقشف الحكومي

على الرغم من أن ترامب ركّز في حملته على خفض الإنفاق الحكومي ومكافحة الفساد، فإن التنفيذ كان قاسياً وسريعاً، عمليات التسريح لم تقتصر على الموظفين الجدد، بل شملت أيضاً العاملين الذين حصلوا على ترقيات أو انتقلوا إلى وظائف جديدة داخل المؤسسات.

وقالت بيغوت، التي عملت لمدة خمس سنوات في المكتب الفيدرالي: «أحببت عملي، وتلقيت ترقية مؤخراً، لكن هذه الترقية جعلتني هدفاً سهلاً لسياسات الفصل».

ألم اقتصادي يضرب المجتمعات الريفية

فقدت باركرسبورغ، التي كانت يوماً مركزاً صناعياً نابضاً بالحياة، جزءاً كبيراً من سكانها مع تراجع الصناعات المحلية، ومع بلوغ نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر 14 في المئة، كانت الوظائف الحكومية تمثل مصدر دخل مستقراً للكثيرين.

تُوظّف دائرة خدمة الإيرادات نحو 2200 شخص في المدينة، برواتب أعلى من المتوسط المحلي، ما جعل التسريحات ضربة موجعة للاقتصاد المحلي. يتوقع السكان أن تتراجع مبيعات المتاجر الصغيرة والمطاعم، في حين أعلنت بعض الفنادق مثل «بلينرهسيت» عن تقليص التوظيف الموسمي بسبب انخفاض الطلب المتوقع.

تصدع الولاء السياسي

الأمر اللافت أن هذه التسريحات بدأت تُحدث شرخاً في القاعدة الانتخابية لترامب، بعض الناخبين الجمهوريين الذين فقدوا وظائفهم انضموا إلى احتجاجات محلية، حيث حملوا لافتات تنتقد ترامب وماسك، بجانب بالون ضخم يصور «قط سمين» رمزاً للثروة والنفوذ.

كتب روجر كونلي، الذي ترك الحزب الجمهوري لأنه رأى أنه «أصبح ليبرالياً جداً»، في منشور على فيسبوك أن تسريح الموظفين قد يكون منطقيًا من الناحية الاقتصادية، لكنه تساءل عن السرعة والطريقة العشوائية التي نُفذ بها القرار، خاصة بعدما فقد ابنه وظيفته في المكتب.

المستقبل المجهول

بالنسبة لبيغوت، التي لم تحصل على أي تعويض مالي، أصبح المستقبل ضبابياً، تقول إنها وزوجها، وهو محارب قديم مصاب بإعاقة، يفكران في بيع منزلهما لتغطية النفقات.

وتضيف: «العديد من قدامى المحاربين فقدوا وظائفهم أيضاً، نحن فقط أرقام في دفتر الحسابات بالنسبة لهم».

ورغم أن استطلاعات الرأي أظهرت استقرار شعبية ترامب، فإن الجروح التي خلفتها التسريحات ربما تحتاج إلى وقت لتظهر في صناديق الاقتراع، سكان باركرسبورغ يواجهون الآن معضلة: هل يواصلون دعم الرئيس الذي وعد بتغيير حياتهم، أم يختارون مساراً مختلفاً في الانتخابات المقبلة؟

(رويترز)