في وقت يشهد فيه قطاع الطيران العالمي تحولات متسارعة، تسعى شركة إمبراير البرازيلية إلى تعزيز وجودها في المملكة العربية السعودية، ليس فقط من خلال بيع الطائرات، بل عبر شراكات استراتيجية تهدف إلى توطين الصناعة وتوسيع القدرات التقنية والدفاعية في المملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
فخلال مقابلة مع CNN الاقتصادية ، كشف الرئيس التنفيذي لشركة إمبراير، فرانسيسكو جوميز نيتو، عن توجه استراتيجي جديد يضع السعودية في قلب خطط التوسع الإقليمي للشركة، فبدلاً من الاكتفاء بدور المورّد، تسعى إمبراير إلى شراكة متكاملة تشمل تصنيع الطائرات، وتطوير القدرات الصناعية المحلية، وتوسيع قطاع الطيران المدني والعسكري في المملكة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
نيتو أوضح أن الشركة كانت خلال العامين الماضيين تعمل على تقديم تصور مفصل للجهات السعودية حول قيمة هذه الشراكة، التي تدمج بين تقديم منتجات إمبراير الحديثة في مجالَي الطيران المدني والدفاعي، وبين الاستثمار في بناء صناعة طيران محلية، ويعتبر هذا الطرح جزءاً من رؤية أوسع تتماشى تماماً مع أهداف رؤية 2030 السعودية.
ووفقاً له، فإن إمبراير لا تنظر للسعودية كسوق مستهلكة، بل كموقع محتمل لإطلاق مركز صناعي إقليمي يمكنه أن يخدم دول مجلس التعاون الخليجي، وإفريقيا، وآسيا الوسطى، ويقول إن "الفرصة هنا لا تقتصر على بيع الطائرات، بل على بناء صناعة قادرة على تلبية الطلب الإقليمي وتوفير قاعدة إنتاجية قريبة من الأسواق".
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
اتفاقيات موقّعة تُجسّد الرؤية
هذه الرؤية تُرجمت إلى خطوات ملموسة في 2024، من خلال توقيع ثلاث اتفاقيات رئيسية، الأولى مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) للتعاون في مجال تصنيع الطائرات الدفاعية، خصوصاً طائرة C-390 Millennium، والثانية مع "طيران ناس" لتطوير حلول النقل الجوي الحضري عبر طائرات eVTOL الكهربائية، أما الثالثة فكانت مع "السعودية لهندسة الطيران" لإنشاء مركز صيانة وتجميع لطائرات إمبراير في المملكة.
ويرى نيتو أن هذه الاتفاقيات تُعد نقاط انطلاق فقط، لكنها تؤسس لتعاون طويل الأمد، خاصة مع التوافق في المصالح؛ المملكة تبحث عن بناء قاعدة صناعية مستدامة، وإمبراير تبحث عن شريك إقليمي موثوق يمكنه دعم طموحاتها في التوسع.
عام 2024.. نجاحات تشجّع التوسع
شهد عام 2024 أداء قياسياً للشركة، حيث بلغ إجمالي تسليمات الطائرات 57 طائرة في الربع الثالث وحده، بزيادة 33% مقارنة بالعام السابق، كما ارتفعت الطلبيات المتراكمة إلى 22.7 مليار دولار، وهو أعلى مستوى لها منذ تسع سنوات، وشهدت قطاعات الدفاع والطيران التنفيذي أعلى معدلات النمو، فيما استمرت الطائرة Phenom 300 في تصدُّر مبيعات فئتها عالمياً.
وقد أثبتت طائرة C-390 العسكرية مكانتها في أسواق متنوعة، حيث تسلّمت كل من المجر والبرازيل نسخاً جديدة منها، بينما وقّعت دول مثل هولندا والنمسا عقوداً إضافية.
رؤية ممتدة لخمس سنوات
نيتو تحدث كذلك عن مستقبل الشركة على المدى المتوسط، موضحاً أن هناك خطة نمو طموحة لزيادة الإيرادات بنسبة تتجاوز 50% خلال السنوات الخمس المقبلة، هذا النمو المتوقع لا يعتمد فقط على الأسواق التقليدية، بل على توسعات استراتيجية مثل التي تُخطط لها إمبراير في المملكة.
نيتو أشار أيضاً إلى أن طائرات إمبراير—خاصة من طراز E2— تلعب دوراً تكميلياً مهماً بجانب الطائرات ذات البدن الأكبر، وتساعد شركات الطيران الإقليمية على تحسين الربحية وتعزيز الربط الجوي بين المدن الصغيرة والمتوسطة، وهي ميزة مهمة لشبكات النقل الجوي في الخليج.
وهو ما يفسر طلبات الشراء الأخيرة من سلطنة عُمان والأردن، حيث لاحظت تلك الدول القيمة التشغيلية لطائرات إمبراير من حيث الكفاءة وتكاليف التشغيل، دون الحاجة إلى شبكات مطارات ضخمة.