أبلغ رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أن بلاده سترد على الولايات المتحدة برسوم جمركية مماثلة إذا واصل ترامب فرض الرسوم الجمركية التي تعهد بها، مما قد يؤدي إلى حرب تجارية بشعة ومدمرة.
ورد ترامب بأنه منفتح على إجراء الصفقات، ولكن «ربما» بعد دخول رسومه الجمركية حيز التنفيذ.
تحدث زعيما الدولتين المجاورتين يوم الجمعة قبل بدء تطبيق الرسوم الجمركية المتوقعة من البيت الأبيض في 2 أبريل، وهو اليوم الذي وصفه ترامب بأنه «يوم التحرير» لأميركا.
جاءت هذه المكالمة بعد يومين من إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على السيارات وقطع غيارها، الأربعاء الماضي، ما أنهى عقوداً من التجارة الحرة بين البلدين.
وفي بيان صدر يوم الجمعة، قال مكتب كارني إن كندا تخطط لتطبيق رسوم جمركية انتقامية على السلع الأميركية الأسبوع المقبل رداً على الرسوم الجمركية التي وعد بها ترامب، دون تحديد أي تفاصيل تتعلق بتوقيت ونطاق الرسوم الجمركية الانتقامية.
صرح مكتب رئيس الوزراء في بيان صحفي «أبلغ رئيس الوزراء الرئيس الأميركي أن حكومته ستطبق رسوماً جمركية انتقامية لحماية العمال الكنديين واقتصادنا، عقب الإعلان عن قيود تجارية أميركية إضافية في 2 أبريل 2025».
مع ذلك أبدى كارني وترامب نبرة تفاؤل بعد المكالمة، وهو تغيير ملحوظ في لهجة العلاقة المتوترة بين البلدين في فترة ولاية رئيس الوزراء الكندي السابق، جاستن ترودو.
كانت مكالمة الجمعة هي الأولى بين الزعيمين، ووصفها مكتب كارني بأنها «محادثة بناءة للغاية»، وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن المكالمة كانت «مُثمرة للغاية».
وقال البيان «اتفق الزعيمان على بدء مفاوضات شاملة حول علاقة اقتصادية وأمنية جديدة فور انتهاء الانتخابات»، في إشارة إلى الانتخابات الفيدرالية الكندية المقرر إجراؤها في 28 أبريل.
وأضاف البيان «في غضون ذلك، من المتوقع أن تُكثف المحادثات على المستوى الوزاري حول التجارة لمعالجة المخاوف العاجلة».
مع ذلك حذّر كارني مساء الجمعة من أن علاقة كندا بالولايات المتحدة قد تغيرت جذرياً في ظل تهديدات إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية، وقال إن كندا لديها «عدد من الإجراءات التي يمكننا اتخاذها رداً على ذلك».
منفتح على الصفقات
أعرب ترامب، في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يوم الجمعة، عن انفتاحه على خفض الرسوم الجمركية على بعض الدول.
يخطط الرئيس الأميركي للإعلان عن دفعة كبيرة من الرسوم الجمركية في الأيام المقبلة، لكنه ربما يبرم صفقات لخفضها بعد تطبيقها.
«هذا ممكن إذا استطعنا الحصول على صفقة جيدة، شيء مقابل تخفيض الرسوم، ولكن، كما تعلمون، لقد تم استغلالنا لمدة 40 عاماً، وربما أكثر، ولن يحدث هذا بعد الآن، لكنني بالتأكيد منفتح على عقد الصفقات»، هكذا قال ترامب عندما سُئل عما إذا كان منفتحاً على عقد صفقات مع دول مثل المملكة المتحدة التي ناقشت خفض الرسوم الجمركية على الولايات المتحدة، ولكنه أكد أن الصفقات لن تُبرم إلا بعد الإعلان عن الرسوم الجمركية.
كما أكد ترامب مجدداً خططه للإعلان عن رسوم جمركية على واردات الأدوية «قريباً سنطبقها».
وامتنع ترامب عن تحديد قيمة مُحددة لتلك الرسوم، لكنه أكد أنها «ستكون كافية لجلب شركات الأدوية للتصنيع في بلادنا، لا نريد أبداً الاعتماد على دول أخرى، كما فعلنا خلال جائحة كوفيد- 19».
التصعيد
سبق لكندا أن هددت وفرضت عدداً من الإجراءات الانتقامية ضد رسوم الولايات المتحدة الجمركية.
عندما فرض ترامب مؤقتاً رسوماً جمركية شاملة بنسبة 25 في المئة على جميع السلع الكندية تقريباً، فرضت كندا فوراً رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على أكثر من 20 مليار دولار من الواردات الأميركية، كما هددت بفرض رسوم جمركية إضافية على سلع بقيمة 86.2 مليار دولار في المستقبل إذا لم تُلغَ الرسوم، وقد أُلغِيَت، على الأقل حتى 2 أبريل.
قال ترودو في الأول من مارس، موجهاً كلامه إلى ترامب «هذا فعل أحمق للغاية، نحن صديقان نتقاتل، وهذا بالضبط ما يريد خصومنا حول العالم رؤيته».
كما فرض رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، رسوماً إضافية بنسبة 25 في المئة على الكهرباء المرسلة إلى نيويورك ومينيسوتا وميشيغان، والتي قدّر أنها ستضيف نحو «100 دولار شهرياً إلى فواتير الأميركيين الكادحين»، وقال فورد إنه إذا لم تُلغَ الرسوم، فلن يتردد في قطع إمدادات الكهرباء التي تُوصلها كندا إلى أميركا.
ردّ ترامب بتهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الفولاذ والألومنيوم الكنديين، بزيادة عن الرسوم الجمركية البالغة 25 في المئة التي فرضها في 12 مارس آذار.
في النهاية تراجع فورد وترامب عن تهديداتهما، وأسقط فورد الرسوم الإضافية، وحالياً ينتظر الجميع بدء معركة جديدة يوم 2 أبريل.