وجد المزارعون الأميركيون، بعد دخول الرسوم الجمركية العالمية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب حيز التنفيذ، أنفسهم في مواجهة انخفاض في أسعار المحاصيل، واحتمال فقدان المزيد من الأسواق الخارجية.
وقال جيم مارتن، وهو مزارع من الجيل الخامس في إلينوي يزرع فول الصويا والذرة، لقد وصلنا بالفعل إلى ما دون مستوى التعادل في الوقت الحالي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ودخلت الرسوم الجمركية الأساسية التي فرضها الرئيس، البالغة 10 في المئة، على السلع من معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين باستثناء المكسيك وكندا حيز التنفيذ يوم السبت.
ومن المتوقع أن تواجه عشرات الاقتصادات، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والصين والهند، مستويات أعلى مصممة خصيصاً لكل طرف بدءاً من يوم الأربعاء.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأصبح المزارعون، الذين يُمثلون قاعدة دعم رئيسية في حملة إعادة انتخاب ترامب عام 2024، أنفسهم مجدداً في مرمى النيران، ويستعدون للخسائر.
وانخفضت أسعار العديد من المنتجات الزراعية الأميركية بالتزامن مع تراجع سوق الأسهم يوم الجمعة، عقب إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية ورد الصين.
ومن المتوقع أن تتضرر الصين، ثالث أكبر مستورد للسلع الزراعية الأميركية بعد كندا والمكسيك، بشدة، إذ ستُضاف رسوم جمركية أميركية بنسبة 34 في المئة على منتجاتها إلى رسوم سابقة بنسبة 20 في المئة.
وأعلنت بكين أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 34 في المئة على السلع الأميركية، مُضيفةً بذلك رسوماً سابقة تصل إلى 15 في المئة على المنتجات الزراعية الأميركية.
خسائر السوق
قال مايكل سلاتري، الذي يزرع الذرة وفول الصويا والقمح في ولاية ويسكونسن بالغرب الأوسط الأميركي، إن حوافزهم لشراء فول الصويا الأميركي انخفضت، فتصديره من البرازيل أرخص بكثير.
وقالت وزارة الزراعة الأميركية إن مشتريات الصين العام الماضي انخفضت بنسبة 15 في المئة مقارنة بعام 2023 مع انخفاض مبيعات فول الصويا والذرة في ظل تزايد المنافسة من أميركا الجنوبية.
وقال كريستوفر باريت، الأستاذ بجامعة كورنيل والمتخصص في الاقتصاد الزراعي، إن خسارة هذه السوق أمر بالغ الأهمية، لأن العثور على مشترين آخرين أمر مكلف.
وأوضح باريت خلال حرب التعريفات الجمركية المتصاعدة التي شنها ترامب في رئاسته الأولى، إن الصين كانت «الهدف الوحيد»، وبالتالي الدولة الوحيدة التي اتخذت إجراءات انتقامية.
وأضاف أنه مع استهداف جميع الشركاء التجاريين الآن، من المرجح أن يواجه المزارعون صعوبة أكبر في إيجاد أسواق جديدة.
حل مؤقت
حذّر اتحاد المكاتب الزراعة الأميركية هذا الأسبوع من أن أكثر من 20 في المئة من دخل المزارع يأتي من الصادرات، ويعتمد المزارعون على الواردات للحصول على إمدادات أساسية مثل الأسمدة والأدوات المتخصصة.
وأضاف أن التعريفات الجمركية سترفع تكلفة الإمدادات الأساسية، وستؤدي التعريفات الانتقامية إلى زيادة تكلفة المنتجات الأميركية عالمياً.
وحذّرت الرابطة الدولية لمنتجات الألبان يوم الأربعاء من أن التعريفات الجمركية واسعة النطاق والممتدة على كبار الشركاء التجاريين والأسواق النامية قد تُقوّض استثمارات بمليارات الدولارات لتلبية الطلب العالمي.
ووجدت وزارة الزراعة الأميركية أن التعريفات الانتقامية على الولايات المتحدة تسببت في خسائر في الصادرات الزراعية تجاوزت 27 مليار دولار من منتصف عام 2018 إلى أواخر عام 2019.
وقد قدّمت الوزارة 23 مليار دولار لمساعدة المزارعين المتضررين من النزاعات التجارية في عامي 2018 و2019، شبّه مارتن في إلينوي عمليات الإنقاذ بـ«مسكن مؤقت»، حل مؤقت لمشكلة طويلة الأمد.
(أ ف ب)
{{ article.formatted_date }}
