قال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يوم الاثنين، إنه لا يوجد سبب يستدعي انفصال الاقتصادين الأميركي والصيني، مؤكداً أن «اتفاقاً كبيراً يمكن إبرامه في وقت ما»، رغم تصاعد التهديدات المتبادلة بفرض الرسوم الجمركية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأضاف بيسنت: «ليس بالضرورة أن يحدث الانفصال بين الاقتصادين، لكن من الممكن أن يحدث»، وأشار إلى أن التوصل إلى اتفاق مع الصين سيكون أكثر تعقيداً مقارنة بالدول الأخرى؛ لأن «الصين تمثل في الوقت ذاته أكبر منافس اقتصادي وأكبر خصم عسكري للولايات المتحدة».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد متواصل في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتي بدأت مع إطلاق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة الرسوم الجمركية العالمية التي استهدفت بشكل خاص الواردات الصينية.
وقد ارتفعت الرسوم الأميركية المفروضة على الصين إلى 145%، في حين ردّت بكين برسوم انتقامية بنسبة 125% على الواردات الأميركية، وتضاربت الرسائل الصادرة من الجانب الأميركي بشأن أهداف هذه الإجراءات، وما إذا كان من الممكن تفادي رسوم من شأنها زعزعة الاقتصاد العالمي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
ومع أن البيت الأبيض بدا كأنه خفف الضغط مؤخراً بإعلانه عن إعفاءات جمركية مؤقتة على الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والرقائق الإلكترونية وغيرها من المنتجات الإلكترونية التي تُعد الصين مصدراً رئيسياً لها، فإن ترامب وبعض كبار مساعديه أكدوا الأحد أن هذه الإعفاءات قد أسيء فهمها، وأنها لن تكون دائمة، بل مجرد مرحلة انتقالية قبل فرض رسوم جديدة على العديد من تلك السلع.
وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»: «لا أحد سيفلت من العقاب... وخصوصاً الصين التي تعاملنا بأسوأ شكل على الإطلاق!».
من جانبه، حذّر بيسنت من أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب «ليست مزحة»، وأضاف: «هذه أرقام كبيرة، وأعتقد أن أي شخص يظن أنها قابلة للاستمرار لا يريد لها أن تبقى على هذا النحو».
وفي سياق متصل، بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الاثنين، جولة في جنوب شرق آسيا بزيارة إلى فيتنام، حيث شدد على أن السياسات الحمائية «لن تؤدي إلى أي مكان»، وأن الحروب التجارية «لن تُنتج فائزاً».
وقال شي في لقائه مع القائد الأعلى لفيتنام، تو لام: «يجب أن نعزز العزيمة الاستراتيجية، ونتصدى سوياً للتنمر الأحادي، وندافع عن استقرار نظام التجارة الحرة العالمي وسلاسل التوريد والصناعة».
ورغم تصاعد التوتر، أكد البيت الأبيض أن ترامب لا يزال متفائلاً بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، غير أن المسؤولين الأميركيين شددوا على أن المبادرة يجب أن تأتي من بكين.
وتثير الحرب التجارية المتصاعدة مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، مع تراجع قيمة الدولار وتخلص المستثمرين من السندات الحكومية الأميركية، التي تعتبر عادة ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات.