نافال الفرنسية لـCNN الاقتصادية: نبني صناعة بحرية متقدمة ومستدامة بقيادة كفاءات إماراتية

مجموعة نافال الفرنسية (رويترز)
نافال الفرنسية لـCNN الاقتصادية: نبني صناعة بحرية متقدمة ومستدامة بقيادة كفاءات إماراتية
مجموعة نافال الفرنسية (رويترز)

في وقتٍ تسرّع فيه دولة الإمارات خطواتها نحو تمكين صناعاتها الدفاعية المحلية، تؤكّد مجموعة نافال الفرنسية التزامها العميق بالمساهمة في هذا التوجّه، من خلال شراكة استراتيجية طويلة الأمد تشمل بناء القدرات المحلية، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر الإماراتية.

وفي مقابلة خاصة مع CNN الاقتصادية، أوضح غيوم باتو، مدير مجموعة نافال في الإمارات، أن استراتيجية الشركة تتجاوز مجرد توريد المنصات البحرية إلى بناء منظومة متكاملة تدعم جهود الدولة في تطوير قاعدة صناعية بحرية راسخة، وتنسجم مع أولوياتها الوطنية في الابتكار والتوطين.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

من تصنيع الفرقاطات إلى التكامل المحلي

قال باتو إن نافال سلّمت بنجاح فرقاطتين من طراز «غويند» إلى القوات البحرية الإماراتية، حيث تم تسليم السفينة الأولى «بني ياس» في أكتوبر 2023، والثانية «الإمارات» في يونيو 2024، وتم تطوير السفن لتلائم الظروف الإقليمية، حيث خضعت لاختبارات أداء في المياه الإماراتية أثبتت جاهزيتها الكاملة للعمل بكفاءة عالية في البيئات الحارة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأوضح أن السفن تتضمن أحدث أنظمة القتال، مثل نظم الدفاع الجوي والحرب المضادة للغواصات، مع تكامل تام مع الطائرات المروحية والمسيرة، مشيراً إلى أن مجموعة من الأنظمة المستخدمة داخل السفن مصنّعة محلياً في الإمارات، ما يعكس تطور التعاون الصناعي بين الجانبين.

شراكات استراتيجية طويلة الأمد

أشار باتو إلى أن نافال لا تكتفي بالتوريد، بل تركز على الشراكة الصناعية المستدامة، فقد تم توقيع اتفاقية مع شركة أبوظبي لبناء السفن (ADSB) في 2023 لتنفيذ أعمال الصيانة داخل الدولة، بالتعاون الكامل مع الكفاءات الإماراتية.

كما تعمل المجموعة بشكل وثيق مع شركاء محليين مثل «إيدج» و«مراكب» على برامج نقل تكنولوجيا وأبحاث مشتركة، من أبرزها إطلاق برنامج إدارة القتال السيادي (CMS) في يونيو 2024، بالتعاون مع مجلس توازن، لتوفير حلول وطنية للسفن القتالية المستقبلية.

نافال و«اصنع في الإمارات».. دور غير تقليدي لشريك دولي

ورغم أن نافال شركة فرنسية، فإن مساهمتها تقع ضمن إطار مبادرة «اصنع في الإمارات» بشكل واضح، فالمبادرة لا تقتصر على المنشأ الوطني للشركات، بل تستهدف كل من يسهم في توطين التصنيع، نقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر المحلية.

وفي هذا السياق، تلعب نافال دوراً فعّالاً من خلال دمج أنظمة إماراتية في منصاتها، وتدريب مهندسين إماراتيين، وتوسيع القدرات الصناعية الدفاعية داخل الدولة، بالتعاون مع شركاء محليين في القطاعين العام والخاص.

الكادر الوطني في صلب الاستراتيجية

تضع نافال تطوير الكوادر الإماراتية في صميم استراتيجيتها، من خلال برامج تدريب فني متخصصة للضباط والمهندسين والفنيين، تشمل التدريب العملي في فرنسا عبر مبادرة EGAP، إضافة إلى شراكات تعليمية مع مؤسسات مثل جامعة خليفة والسوربون أبوظبي.

ومن النماذج البارزة، المهندس الإماراتي علي المهيري، الذي يشغل دوراً محورياً في دعم العمليات مع البحرية الإماراتية، ويُسهم في تنسيق المشاريع بما يتماشى مع أولويات الدولة في تطوير قطاعها الصناعي الدفاعي.

رؤية صناعية منسجمة مع الأجندة الوطنية

تتماهى استراتيجية نافال مع مبادرات وطنية كبرى مثل مشاريع الخمسين وOperation 300bn، من خلال زيادة المحتوى المحلي، وتوطين الخدمات الهندسية، وتعزيز مساهمة الصناعات الدفاعية في الناتج الصناعي غير النفطي.

وقال باتو إن الخطط المستقبلية للمجموعة تشمل تعزيز الخدمات الفنية في الداخل، وزيادة إشراك المهندسين والفنيين الإماراتيين في أعمال الصيانة والدعم، واستكشاف فرص التصنيع المشترك مع شركاء محليين.

شراكة طويلة المدى من أجل بناء قاعدة صناعية بحرية

تسعى نافال، وفق رؤية بعيدة المدى، إلى ترسيخ وجودها في الإمارات ليس كمجرد مزوّد، بل كشريك صناعي فعّال يدعم بناء قاعدة بحرية وطنية قادرة على الابتكار، والإنتاج، وتصدير المعرفة والتقنيات إلى دول الجوار والمنطقة الأوسع.

واختتم باتو بالقول: نطمح إلى نموذج تعاون حقيقي، تُصبح فيه الإمارات شريكًا صناعيًا فاعلًا، لا مجرد متلقٍ للتقنيات.