«محركات ترينت 700».. صفقة جديدة بين سند والاتحاد تعيد رسم مستقبل سلاسل التوريد في قطاع الطيران

في لحظة تعكس طموحات أبوظبي للتحول إلى مركز صناعي عالمي في قطاع الطيران، أعلنت مجموعة «سند»، التابعة لمبادلة، عن استحواذها على ثلاثة من محركات «رولز رويس ترينت 700» من شركة «الاتحاد للطيران»، في خطوة تتجاوز كونها مجرد صفقة تجارية، لتشكل نقطة ارتكاز جديدة ضمن استراتيجية الدولة لتوطين سلاسل التوريد وتحقيق الاكتفاء الصناعي.

لكن ما الذي تعنيه هذه الصفقة فعلياً؟

في جوهرها، لا تتعلق الصفقة بمجرد شراء محركات مستخدمة، بل بتوسيع قدرات دولة الإمارات في إدارة أصول الطيران عالمياً، إذ ستقوم سند، باعتبارها مزود خدمات صيانة وتمويل، بإضافة المحركات الثلاثة إلى محفظتها العالمية من الأصول، لتتمكن من توفيرها كقطع غيار عالية الكفاءة لشركات الطيران، أو عرضها ضمن برامج التأجير المرنة، بما يعزز جاهزية الأساطيل حول العالم، أو المساهمة في خفض تكاليف الصيانة وتسريع الاستجابة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

هذا النموذج يُعرف عالمياً باسم «إدارة أصول المحركات»، حيث تمتلك شركة مثل سند محركات كاملة وتديرها كأصول مدرّة للعائد، سواء عبر تأجيرها أو إعادة تدوير مكوناتها، وهو قطاع متنامٍ ضمن الاقتصاد الصناعي المرتبط بالطيران.

ترينت 700… محرك عالمي ضمن استراتيجية محلية

محرك «ترينت 700»، المصمم لطائرات A330، أثبت موثوقية عالية، مع أكثر من 60 مليون ساعة طيران و60% من الحصة السوقية العالمية في فئته، من خلال هذه الصفقة، تصبح سند مسؤولة عن صيانة 25% من أسطول هذه المحركات حول العالم، وهي سابقة لمزود مستقل في المنطقة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

"يمثل هذا الاستحواذ خطوة استراتيجية في شراكتنا الممتدة مع الاتحاد للطيران"، بحسب ما أكده منصور جناحي، الرئيس التنفيذي لسند، مضيفاً أن الصفقة تضع أبوظبي على خارطة المراكز العالمية في قطاع الطيران، وتثبت قدرة الشركات الوطنية على تقديم قيمة مضافة عالمياً.

الاتحاد للطيران: تحريك الأصول.. وتعظيم الكفاءة

من جهته، شدد أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، على أن الصفقة تعكس التزام الشركة بتحسين إدارة أصولها، تماشياً مع رؤية أبوظبي الصناعية، موضحاً أن «إعادة توظيف محركات ترينت 700 عبر سند يلبي الطلب العالمي على حلول أكثر استدامة وكفاءة من حيث التكلفة».

شراكة تتجاوز الصفقات

العلاقة بين سند والاتحاد ليست جديدة؛ بل تمتد لأكثر من 20 عاماً، وشملت صيانة أكثر من 400 محرك، من ضمنها محركات ترينت 700، جنيكس وV2500، تجاوزت قيمة التعاون المشترك 6 مليارات درهم إماراتي، ما يجعلها واحدة من أعمق الشراكات الصناعية في المنطقة.

رسالة أوسع.. التصنيع كرافعة للنمو

تتجاوز الصفقة حدود الشركتين، لتصب في صميم رؤية الإمارات لتطوير منظومة تصنيع متكاملة، قائمة على الابتكار المحلي، وجذب الاستثمارات الدولية، وتمكين الكفاءات الوطنية، وفي ظل التحديات العالمية في سلاسل الإمداد، تبرهن أبوظبي أنها لا تنتظر الحلول من الخارج، بل تصنعها من الداخل، بمحركات تحلّق نحو اقتصاد صناعي مستدام.