الرسوم الأميركية تهدد هيبة «صُنع في أوروبا» في قطاع السلع الفاخرة

الصناعات الفاخرة بين المطرقة الأميركية وسندان الجودة الأوروبية (شترستوك)
الرسوم الأميركية تهدد هيبة «صُنع في أوروبا» في قطاع السلع الفاخرة
الصناعات الفاخرة بين المطرقة الأميركية وسندان الجودة الأوروبية (شترستوك)

تواجه صناعة السلع الفاخرة الأوروبية تحديات متصاعدة في ظل التوترات التجارية بين أميركا والاتحاد الأوروبي، مع تصاعد المخاوف من أن تؤثّر الرسوم الجمركية الأميركية في جاذبية المنتجات المصنّعة في القارة العجوز.

وقد تناولت صحيفة وول ستريت جورنال هذا التحول في تقريرٍ موسعٍ سلّط الضوء على بلدة «أوبريكي» الإسبانية، التي تمثّل قلب صناعة الجلود الفاخرة في أوروبا.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وتُعدّ أوبريكي، الواقعة جنوب إسبانيا، من أبرز المراكز التي تعتمد عليها علامات عالمية مثل لويس فويتون، وشانيل، وديور في تصنيع حقائبها الجلدية الراقية، إذ يعمل في صناعة الجلود ما يقارب ربع سكان البلدة البالغ عددهم 16 ألف نسمة، ما جعل منها رمزاً للجودة والحرفية الأوروبية التقليدية.

لكن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم تصل إلى 50 في المئة على الواردات الأوروبية، بدأت تؤثّر في معادلة الإنتاج، مع تزايد الضغوط على العلامات التجارية لنقل جزء من تصنيعها إلى الولايات المتحدة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

يُثير هذا التوجه تساؤلات جدية بشأن ما إذا كانت السلع الفاخرة المصنوعة خارج أوروبا ستُحافظ على هيبتها لدى المستهلكين.

وأشارت الصحيفة إلى أن شركات مثل لوي فيتون بدأت بالفعل خطوات نحو تنويع مواقع الإنتاج، إذ افتتحت ورشة تصنيع في تكساس عام 2019، لكن عملية التوسع واجهت تحديات، أبرزها نقص المهارات المحلية وصعوبة تدريب الحرفيين وفق معايير الصناعة الأوروبية.

في المقابل، لا تزال أوبريكي تحتفظ بعوامل جذب قوية، مثل توفر شبكات التوريد، والتقنيات المتخصصة، والعلاقات الطويلة الأمد مع دور الأزياء، وهي عناصر يصعب تكرارها في مواقع جديدة.

ومع أن بعض الورشات بدأت تشعر بتراجع الطلب، إلّا أن البلدة تراهن على الحفاظ على جودتها لتظل الخيار المفضل لدى الماركات الكبرى.

وتخلص الصحيفة إلى أن التحديات التجارية الراهنة تعيد تسليط الضوء على أهمية «بلد المنشأ» في صناعة الرفاهية، في وقتٍ تتعرض فيه أوروبا لضغوط لإثبات أن الحرفية والتاريخ لا يمكن نقلهما بسهولة عبر القارات.