قبل أن يتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديده الأخير بفرض رسوم جمركية ثقيلة على الاتحاد الأوروبي، كان قد برر هذه الخطوة بأن المحادثات التجارية مع التكتل «لا تحقق أي تقدم».
لكن بعد أن تم تعليق الرسوم الجمركية بنسبة 50% وإعادة تحديد موعد نهائي للتفاوض في 9 يوليو، إثر مكالمة هاتفية بين ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ترى بروكسل فرصة جديدة لتحريك الملف والوصول إلى اتفاق.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
في ما يلي نظرة على الوضع الحالي للمفاوضات بين الشريكين عبر الأطلسي، في محاولة لتفادي اندلاع حرب تجارية شاملة:
الوضع الحالي للمحادثات التجارية
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
فرضت الولايات المتحدة عدة موجات من الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي، من بينها رسوم بنسبة 25% على السيارات والفولاذ والألومنيوم، ورسوم بنسبة 20% على معظم السلع الأوروبية.
وقد تم تعليق هذه الرسوم الشاملة مؤقتاً بانتظار نتائج المفاوضات، إلا أن الاتحاد الأوروبي لا يزال خاضعاً لرسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الأميركية، أسوة بمعظم دول العالم.
المفوضية الأوروبية تتولى قيادة المفاوضات نيابة عن الدول الـ27، سعياً للتوصل إلى اتفاق متبادل المنفعة مع واشنطن، رغم عدم تحقيق تقدم ملموس حتى الآن.
مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش أجرى عدة اتصالات مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، وكان آخرها يوم الاثنين، حيث كتب بعد المكالمة على منصة «إكس» أن الاتحاد لا يزال «ملتزماً بالكامل» بالتوصل إلى اتفاق.
أما الاتصالات المباشرة بين ترامب وفون دير لاين فكانت محدودة، من بينها لقاء عابر على هامش جنازة البابا فرنسيس، والمكالمة الهاتفية الأخيرة يوم الأحد.
ويرى الخبراء أن أحد التحديات الرئيسية يكمن في اختلاف النهجين بين الجانبين.
تقول أغاث ديماريس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR): «مطالب ترامب تعكس إحباطاً أميركياً عميقاً من نهج الاتحاد الأوروبي المهني والبيروقراطي الهادئ، وهو ما يتعارض مع رغبة ترامب في توقيع صفقات لافتة بصرياً، حتى وإن كانت بلا مضمون فعلي».
ماذا يريد ترامب؟
يريد ترامب إنهاء الفائض التجاري للاتحاد الأوروبي في السلع مع الولايات المتحدة، ويقول إن ذلك ممكن إذا زادت الدول الأوروبية بشكل كبير من مشترياتها للطاقة الأميركية.
كما يطالب بتنازلات من الاتحاد الأوروبي بشأن ما تسميه واشنطن «عوائق غير جمركية»، إضافة إلى إلغاء ضريبة القيمة المضافة (VAT).
غير أن بعض هذه المطالب، مثل إلغاء ضريبة القيمة المضافة، مرفوضة تماماً من جانب الاتحاد الأوروبي.
كما يتمسك مسؤولو الاتحاد الأوروبي بالقواعد الرقمية التي تُلزم شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى مثل أبل وفيسبوك وإنستغرام بإجراء تغييرات غير مرغوب فيها على منصاتهم، ويرفضون تقديم تنازلات في هذا الشأن.
لا توجد معلومات دقيقة حول ما طلبته واشنطن تحديداً خلال المفاوضات، ويبدو أن الوثائق الأميركية تتضمن مطالب عامة موجهة لشركاء الولايات المتحدة بشكل عام، دون تخصيص للاتحاد الأوروبي.
تضيف ديماريس: «لا يوجد وضوح في أهداف واشنطن التجارية، ما يجعل المفاوضات شبه مستحيلة من وجهة نظر الأوروبيين، والمفاوضون الأوروبيون لا يزالون يتساءلون: ما الذي تريده أميركا فعلياً؟».
ماذا يريد الاتحاد الأوروبي؟
يرغب الاتحاد الأوروبي في تجنب فرض رسوم جمركية باهظة قد تلحق ضرراً بالاقتصاد الأوروبي المتباطئ أصلاً، وتؤثر سلباً على علاقة اقتصادية وتجارية تُقدَّر قيمتها بنحو 9.5 تريليون دولار.
ويقول الأوروبيون إنهم قدموا عرضاً مفصلاً ومنظماً، يشمل مقترحاً رئيسياً بإعفاء متبادل من الرسوم الجمركية على المنتجات الصناعية، بما في ذلك السيارات.
غير أن ترامب اعتبر عرض «صفر مقابل صفر» غير كافٍ وحده لمعالجة العجز التجاري بين ضفتي الأطلسي.
وبالتزامن مع تصعيد ترامب ضد الصين، اقترح الاتحاد الأوروبي مجالات للتعاون بهدف طمأنة واشنطن، دون الإشارة صراحة إلى بكين.
لكن في حال فشل المحادثات، هدد الاتحاد الأوروبي بالرد من خلال فرض رسوم على سلع أميركية بقيمة تصل إلى 136 مليار دولار، مع تحذيرات من أن خدمات التكنولوجيا الأميركية قد تكون ضمن المستهدفين.
ماذا بعد؟
إذا أخذنا كلمات أورسولا فون دير لاين يوم الأحد على محمل الجد، فإن الهدف هو إحراز تقدم «سريع وحاسم» في المفاوضات.
ومع تجدد الاتصالات بين الفرق التفاوضية، من المتوقع أن يلتقي ترامب وفون دير لاين وجهاً لوجه لمناقشة النزاع التجاري خلال قمة مجموعة السبع المقررة الشهر المقبل في كندا.