أعلنت رواندا اليوم الأحد انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا (إيكاس)، في خطوة تصعيدية تعكس تدهور العلاقات الدبلوماسية بينها وبين جمهورية الكونغو الديمقراطية، على خلفية النزاع المسلح مع جماعة «إم 23» المدعومة من كيغالي. وكان من المتوقع أن تتولى رواندا رئاسة الدورة الجديدة للكتلة، التي تضم 11 دولة، خلال قمة عقدت يوم السبت في غينيا الاستوائية. إلا أن الدول الأعضاء قررت إبقاء غينيا الاستوائية في المنصب، وهو ما اعتبرته الخارجية الرواندية «انتهاكاً لحقوقها» داخل المنظمة، ووصفت القرار بأنه «يتعارض مع المبادئ التأسيسية للمجموعة»، معلنة أنه لا مبرر لبقاء رواندا ضمن تكتل «يستخدم كأداة سياسية» ضدها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وفي المقابل، أكدت رئاسة جمهورية الكونغو الديمقراطية أن أعضاء «إيكاس» اعترفوا بـ«العدوان الرواندي»، وطالبوا بانسحاب قواتها من الأراضي الكونغولية، بحسب رويترز.
حرب ظل تتصاعد في شرق الكونغو
وكانت جماعة «إم 23»، المدعومة من رواندا حسب اتهامات الكونغو والأمم المتحدة وقوى غربية، قد سيطرت في وقت سابق من هذا العام على اثنين من أكبر مدن شرق الكونغو، ما تسبب في مقتل الآلاف وتفاقم الأزمة الإنسانية، وسط مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
رواندا تنفي باستمرار دعمها للجماعة المتمردة، وتؤكد أن وجودها العسكري في المناطق الحدودية يهدف إلى «الدفاع عن النفس» في مواجهة الجيش الكونغولي وميليشيات «الهوتو» المرتبطة بالإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد عام 1994 وراح ضحيتها نحو مليون شخص، معظمهم من «التوتسي».
الرهانات الاقتصادية.. السلام بوابة الاستثمارات
وسط هذه التوترات، تسعى الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب إلى التوسط لعقد اتفاق سلام بين رواندا والكونغو، يمهد الطريق أمام تدفقات استثمارية غربية بمليارات الدولارات في منطقة تعد من أغنى مناطق العالم بالمعادن الحيوية مثل الذهب والكوبالت والتنتالوم والليثيوم والنحاس.
وتأسست مجموعة «إيكاس» في ثمانينيات القرن الماضي بهدف تعزيز التعاون في مجالات الأمن والتكامل الاقتصادي بين دول وسط القارة لكنها باتت اليوم ساحة جديدة لصراع النفوذ السياسي والعسكري في إفريقيا.