في خطوة أشعلت توتراً سياسياً ودبلوماسياً على هامش أكبر معرض للطيران في العالم، أغلقت السلطات الفرنسية، الاثنين، أجنحة أربع شركات دفاعية إسرائيلية بارزة خلال معرض باريس الجوي، بعد رفضها إزالة أسلحة هجومية من العرض، في قرار اعتبرته تل أبيب «مهيناً» و«مدفوعاً بمصالح سياسية وتجارية». تفاصيل ما حدث
مع انطلاق فعاليات الدورة الـ55 من معرض باريس الجوي في مطار لو بورجيه، فوجئ زوار المعرض بإغلاق أجنحة شركات إيلبيت سيستمز، رافائيل، الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI) ويوفيجن، باستخدام حواجز سوداء تحجب المعدات المعروضة، بينما بقيت أجنحة إسرائيلية أخرى صغيرة، وأحد أجنحة وزارة الدفاع الإسرائيلية، مفتوحة نظراً لعدم عرضها لمعدات حربية مباشرة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وقالت رئاسة الحكومة الفرنسية إن قواعد المعرض التي أُبلغ بها العارضون مسبقاً، تنص بوضوح على منع عرض الأسلحة الهجومية، وإن السفارة الإسرائيلية في باريس وافقت على هذه الشروط، وأكدت أنه بإمكان الشركات الإسرائيلية استئناف العرض فور التزامها بهذه القواعد.
شدّد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو على أن القرار يأتي في سياق موقف دبلوماسي متّزن، قائلاً إن فرنسا «قلقة جداً مما يحدث في غزة»، مضيفاً أن عرض أسلحة هجومية «غير مقبول في هذا السياق».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
رد فعل إسرائيلي غاضب
وصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية القرار بأنه «غير مسبوق ويفتقر لأي مبرر موضوعي»، مضيفة أنه «ينمُّ عن اعتبارات سياسية وتجارية لإقصاء المنتجات الإسرائيلية المنافسة»، وأعلنت لاحقاً أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد القرار في المحاكم الفرنسية.
أما رئيس شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعز ليفي، فقد شبّه الحواجز السوداء بـ«أيام مظلمة كانت تُفصل فيها الجالية اليهودية عن المجتمع الأوروبي».
من جهته، اتهم نائب رئيس شركة إيلبيت، ميشار ساسون، الحكومة الفرنسية بمحاولة تقويض المنافسة قائلاً: «إذا لم تستطع التفوّق تكنولوجياً، فقم بإخفائنا... لا تفسير آخر لذلك».
بدورها، وصفت شركة رافائيل القرار بأنه «سياسي بامتياز، وغير مبرر تماماً».
ردود دولية وتداعيات محتملة
ردود الفعل لم تقتصر على الجانب الإسرائيلي، إذ أدانت شخصيات أميركية بارزة القرار الفرنسي، فالحاكمة الجمهورية الأميركية سارة هاكابي ساندرز وصفت ما حدث بـ«السخيف»، بينما رأت السيناتورة كاتي بريت أن القرار «قصير النظر».
أصدر منظمو المعرض بياناً أكدوا فيه أنهم «يعملون على تيسير الحوار بين الأطراف المختلفة من أجل الوصول إلى حل إيجابي»، في محاولة لاحتواء التصعيد.
وسط توترات إقليمية متصاعدة وانتقادات دولية لسلوك إسرائيل في غزة، جاء القرار الفرنسي كرسالة سياسية واضحة، لكنه فجّر في المقابل أزمة دبلوماسية وتجارية علنية في قلب أوروبا.
وبينما تتبادل الأطراف الاتهامات، يبقى السؤال معلقاً: هل تحوّل معرض الطيران إلى ساحة صراع سياسي؟ أم أن باريس أعادت ترسيم الخط الفاصل بين الأمن والمصالح؟