أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيراً مدوياً لصناعة الأدوية العالمية، مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 في المئة على المنتجات الدوائية المستوردة في غضون عام واحد فقط، وهو ما دفع القطاع إلى حالة تأهب قصوى. وحدد ترامب مهلة للشركات المصنّعة لنقل إنتاجها إلى داخل الولايات المتحدة، أو مواجهة الرسوم الباهظة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
نهاية استثناء تاريخي منذ 1994
سيكون هذا الإجراء الحمائي بمثابة تحوّل جذري في قطاع ظل معفى من الرسوم الجمركية منذ توقيع اتفاقية منظمة التجارة العالمية عام 1994، والتي شاركت فيها الدول المتقدمة بشكل أساسي.
وقال ستيفان شنايدر، المحلل في بنك فونتوبل: ترامب يريد الإبقاء على الضغط من خلال فرض جداول زمنية ضيقة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تزامن مع خطة لخفض أسعار الأدوية
يأتي هذا الضغط في وقت تعمل فيه الإدارة الأميركية على خفض أسعار الأدوية لتتماشى مع أدنى الأسعار العالمية، ورغم الإعلان عن هذه الخطوة منتصف مايو، لا تزال آليات التنفيذ غامضة.
وأوضح ألكسندر رينيو، المتخصص في قوانين الصحة في شركة سيمونز آند سيمونز: تأخذ صناعة الأدوية هذا التهديد المزدوج على محمل الجد، لكنه أشار أيضاً إلى أن هذه الضغوط تُستخدم كأداة تفاوض.
استثمارات أوروبية ضخمة استباقاً للمخاطر
في ظل هذا التهديد، أعلنت مجموعات دوائية أوروبية كبرى مثل "روش" و"نوفارتيس" و"سانوفي" عن استثمارات إضافية تتجاوز 200 مليار دولار في الولايات المتحدة، أكبر سوق للأدوية في العالم.
ويرى أدريان شانترين، الخبير في "سيركل ستراتيجي"، أن إعلان ترامب في هذه المرحلة، مجرد موقف سياسي ضمن مواجهة تجارية أكبر مع الاتحاد الأوروبي.
لكنه حذّر قائلاً إذا تحقق هذا السيناريو، فإن الأثر المزدوج للرسوم وخفض الأسعار سيزعزع المحرك الاقتصادي للقطاع.
وأشار إلى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع أرباح صناعة الأدوية العالمية تتحقق حالياً في السوق الأميركية، وتُستخدم في تمويل البحث والتطوير عالمياً.
المهلة الزمنية غير واقعية
تعتبر الصناعة أن المهلة الزمنية لنقل الإنتاج خلال عام واحد غير واقعية، إذ يقول شانترين: الاستثمارات المُعلنة حديثاً تدخل ضمن دورات صناعية تستغرق خمس سنوات أو أكثر.
وأكدت بيلين غاريخو، رئيسة شركة ميرك الألمانية، أن "بناء مصنع جديد وحده يتطلب سنوات"، في تصريح لصحيفة "فيلت آم زونتاغ".
سوق أميركا حيوية لشركات الأدوية الأوروبية
تُعد الولايات المتحدة السوق التصديرية الأهم لشركات الأدوية الأوروبية، إذ استحوذت على 38.2 في المئة من مبيعات القطاع خارج الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وأسهمت بفائض تجاري قياسي بلغ 193.6 مليار يورو (225 مليار دولار)، بحسب بيانات "يوروستات".
إيرلندا في الصدارة
تلعب شركات الأدوية في إيرلندا، التي توظف نحو 45 ألف شخص، دوراً كبيراً في هذا الفائض. وشكل القطاع ما يقرب من نصف صادرات البلاد العام الماضي بقيمة 100 مليار يورو، بزيادة 30 في المئة عن عام 2023.
تستضيف إيرلندا كذلك براءات اختراع لكبرى الشركات الأميركية، مستفيدة من معدل ضريبة على الشركات يبلغ 15 في المئة مقارنة بـ21 في المئة في الولايات المتحدة.
(أ ف ب)