رئيس وزراء أستراليا يزور الصين لتعزيز التجارة وسط توتر إقليمي

صورة أرشيفية لرئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع يوليو 2025. (أ ف ب)
رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي
صورة أرشيفية لرئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع يوليو 2025. (أ ف ب)

بدأ رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي اليوم السبت زيارته الثانية إلى الصين منذ توليه المنصب، ساعياً لتعزيز الروابط التجارية التي شهدت انفراجة مؤخراً، رغم استمرار التوترات السياسية والإقليمية.

الزيارة التي تمتد حتى يوم الجمعة تشمل بكين وشنغهاي وتشنغدو، وتهدف إلى تعميق التعاون الاقتصادي، في وقت تصاعد فيه القلق الإقليمي بسبب ادعاءات الصين الإقليمية الواسعة، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

نهاية حرب تجارية وبداية توازن دبلوماسي

شهدت العلاقات بين الصين وأستراليا تقلبات كبيرة خلال العقد الماضي، تخللتها خلافات حادة حول الأمن القومي وتضارب المصالح في منطقة المحيط الهادئ.

لكن في ديسمبر كانون الأول الماضي، رفعت الصين الحظر عن استيراد جراد البحر الأسترالي، ما أزال العقبة الأخيرة في نزاع تجاري استمر لسنوات منذ انهيار العلاقات في 2017.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

قال ألبانيزي قبل الزيارة «التجارة الآن تتدفق بحرية، لمصلحة البلدين ولصالح الشركات والأفراد على الجانبين»، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

كما أكد رئيس الوزراء الأسترالي أن جميع القضايا ستكون مطروحة على الطاولة خلال محادثاته مع كبار المسؤولين الصينيين، بما في ذلك الرئيس شي جين بينغ.

وأضاف «نتعاون حيث نستطيع، ونختلف حيث يجب، ونخوض نقاشات صريحة عند الضرورة».

وأشار إلى أن البلدين يملكان «أنظمة سياسية مختلفة وقيماً مختلفة»، لكنه شدد على أهمية الحوار المباشر.

الصين تسعى لتطبيع الصورة.. وأستراليا حذرة

قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن العلاقات بين البلدين «تواصل التحسن والنمو»، مضيفة أن الزيارة تهدف إلى «تعزيز التواصل وزيادة الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون العملي».

لكن خبراء يرون أن بكين تسعى من خلال هذه الزيارة إلى إظهار صورة التطبيع، رغم بقاء ملفات حساسة عالقة، أبرزها ميناء داروين الذي قد تجبر الحكومة الأسترالية مالكه الصيني على بيعه لمستثمر محلي.

التحالف مع أميركا.. والرهان على التوازن

تأتي الزيارة وسط تراجع ثقة حلفاء واشنطن بعد هجوم ترامب الجمركي العالمي، ما دفع بعض الدول، بينها أستراليا، للتفكير في تنويع الشركاء التجاريين.

وقالت الباحثة هوونغ لي ثو من مجموعة الأزمات الدولية «الزيارة لن تكون نزهة، أستراليا بحاجة إلى التوازن بين التحالف مع أميركا والخلافات المتزايدة حول التجارة».

ذكاء اصطناعي وتكنولوجيا.. محاور صدام جديدة

في فبراير شباط، أعلنت أستراليا حظر استخدام تطبيق DeepSeek الصيني المدعوم بالذكاء الاصطناعي على جميع الأجهزة الحكومية، بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والبرمجيات الخبيثة، وهو ما اعتبرته بكين «تسييساً للقضايا التكنولوجية والتجارية».

كما أدت واقعة تصادم طائرات عسكرية في فبراير شباط إلى تصعيد التوتر من جديد بين البلدين.

الاقتصاد أولاً.. رغم الشكوك الأمنية

رغم التوترات، تبقى الصين أكبر شريك تجاري لأستراليا، إذ تمثل ما يقرب من ثلث إجمالي التبادل التجاري للبلاد.

ويرافق ألبانيزي في الزيارة وفد من كبار رجال الأعمال، سيشاركون في مائدة مستديرة للمديرين التنفيذيين في بكين. كما سيبحث ملفات السياحة والرياضة خلال زيارته لشنغهاي وتشنغدو.