البنية التحتية للاتصالات في مصر بين الطموح والتحديات

يمر عبر مصر ما يقرب من 10 إلى 12 في المئة من الكابلات البحرية التي تنقل البيانات وتربط بين أوروبا وإفريقيا وآسيا والأميركتين، وهذه الكابلات هي بمثابة شرايين رقمية حيوية للعالم، وموقع مصر المحوري يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في تداول البيانات وإنشاء مراكز البيانات، ولكن شريطة توفر شبكة اتصالات متطورة ومستقرة لنقل هذه البيانات.

وقال مصطفى متولي، خبير الاتصالات ومراكز البيانات في لقاء مع CNN الاقتصادية، إن مرور الكابلات البحرية بمصر بمثابة قناة سويس أخرى ولكن للبيانات، وتطوير مراكز البيانات وشبكات الاتصالات أمر ضروري جداً.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وشبه متولي العلاقة بين مراكز البيانات والسنترالات بالعلاقة بين السيارة والطريق، فالسنترالات هي الطرق التي تسير عليها البيانات، وكلما كانت هذه الطرق جيدة وذات سعة كبيرة، ومُصممة وفقاً للمعايير العالمية سيساعد ذلك البيانات على الوصول بشكل أسرع وأكثر كفاءة وأماناً، وهذا يؤكد أن مراكز البيانات والسنترالات يكملان أدوار بعضهما البعض، ولكنهما ليسا شيئاً واحداً.

أثار تعطل واضطراب الاتصالات في مصر نتيجة وقوع حريق هائل في سنترال رمسيس الحكومي يوم 7 يونيو تموز غضباً واسعاً وتساؤلات حول قدرة البنية التحتية للاتصالات في مصر، حيث إن الكثير من الخدمات مثل سحب النقود والدفع في نقاط البيع وتحويلات انستاباي وفوري أضحت شبه مشلولة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويضيف متولي أن الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق التنمية الاقتصادية، فإذا توفرت بنية تحتية قوية ومعدلات تبادلية عالية بين الخدمات، «فإن ذلك سيشجع الدول على إنشاء مراكز بيانات تخدم ليس فقط مصر، بل المنطقة بأسرها بما في ذلك شمال إفريقيا والشرق الأوسط».

ويشير متولي إلى تعزيز تنافسية مصر في مجال مراكز البيانات والكابلات البحرية على الرغم من وجود شركات كبرى في جنوب إفريقيا، على سبيل المثال فإن مصر -بفضل موقعها الفريد وامتلاكها الكابلات البحرية- تستطيع أن تجذب المزيد من الاستثمارات وترسخ دورها كمركز إقليمي للبيانات.

ويقدر متولي أن القطاع الخاص يمكن أن يلعب دوراً في تطوير هذه الشبكات بالتعاون مع الدولة. 

دخلت خدمات القطارات والبريد والاتصالات إلى مصر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إبان مصر الخديوية، ويشهد قطاع الاتصالات تقدماً ملحوظاً حيث تم توصيل كابلات الفايبر غلاص أو الألياف الضوئية للعديد من المدن والقرى فضلاً عن إنشاء مصنع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية ومركز للبيانات الحكومية في مصر، ولكن دخول خدمات الجيل الخامس يشهد بطئاً كبيراً. 

ويخشى المراقبون أن تعيد بعض الشركات العالمية العاملة في مصر النظر في بقائها في مصر أو تأجيل دخولها السوق في مصر بسبب حريق سنترال رمسيس على الرغم من إدارة الأزمة بشكل مقبول نسبياً.