في تصعيد جديد ينذر باشتعال حرب تجارية عابرة للأطلسي، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تفوق 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، إذا ما ردّ التكتل بإجراءات انتقامية على التعريفات الأميركية المقترحة.
وجاء هذا التحذير بعد أن كشفت المفوضية الأوروبية عن قائمة جديدة من السلع الأميركية بقيمة 72 مليار يورو (84.1 مليار دولار) قد تُفرض عليها رسوم جمركية، في حال فشل المفاوضات التجارية الجارية مع واشنطن قبل الأول من أغسطس آب المقبل.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
قائمة انتقامية تشمل الطائرات والسيارات والويسكي
القائمة التي أُرسلت للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تشمل مجموعة واسعة من المنتجات الأميركية، أبرزها طائرات بوينغ، وسيارات، وويسكي وبوربون، ومعدات طبية وكهربائية دقيقة، ومواد كيميائية، كما تضم السلع الزراعية والغذائية، بما في ذلك الفواكه والخضراوات، والنبيذ، والبيرة، والمشروبات الروحية، بإجمالي يتجاوز 6.35 مليار يورو.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
فرنسا: لسنا تابعين لأميركا
وفي أول رد سياسي وصف وزير الدولة الفرنسي جان نويل بارو تهديدات ترامب بأنها «ابتزاز واضح»، مشدداً على أن بلاده تريد اتفاقاً تجارياً عادلاً، «لكن ليس بأي ثمن، ولسنا مستعدين لأن نصبح تابعين للولايات المتحدة».
وفي المقابل، أعرب منتجو المشروبات الكحولية في أوروبا عن خشيتهم من إدراج منتجاتهم ضمن الرسوم الأوروبية، خوفاً من انتقام أميركي يهدد صادراتهم إلى السوق الأميركية، والتي تعد واحدة من أكبر الأسواق العالمية.
تصعيد أميركي مشروط بموقف أوروبا
ترامب كان واضحاً في تحذيره، قائلاً إن أي خطوة انتقامية من الاتحاد الأوروبي ستُقابل بـ«رد مباشر»، يشمل رفع الرسوم الجمركية إلى ما يتجاوز 30% على المنتجات الأوروبية، في تهديد يعكس سياسة الضغط القصوى التي يتبعها الرئيس الأميركي لإجبار الشركاء التجاريين على التفاوض بشروطه.
ورغم أن المفوضية لم تحدد بعد نسبة الرسوم على القائمة الجديدة، فإن تنفيذ الإجراءات يحتاج إلى موافقة الأغلبية المؤهلة من دول الاتحاد الأوروبي. ووفقاً للقواعد، يمكن تمرير القرار إذا لم تعترض عليه 15 دولة.
تعليق حزمة أبريل مستمر.. والمهلة حتى 6 أغسطس
وكان الاتحاد الأوروبي قد علّق في أبريل الماضي تنفيذ حزمة رسوم جمركية بقيمة 21 مليار يورو لمنح فرصة للحوار، وتم تمديد هذا التعليق حتى 6 أغسطس 2025، ما يترك نافذة ضيقة أمام المفاوضات قبل انفجار محتمل في العلاقات التجارية بين الطرفين.
وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل طفيف يوم الثلاثاء، بدعم من أسهم قطاع السيارات، بعد أن لمح ترامب إلى إمكانية التوصل لاتفاق مع الأوروبيين، ما أنعش الآمال في التوصل لحل وسط يجنب الاقتصاد العالمي مزيداً من الاضطراب.