اتفاق تجاري بين إندونيسيا وأميركا بعد «معركة تفاوضية استثنائية»

اتفاق تجاري بين إندونيسيا وأميركا بعد «معركة تفاوضية استثنائية» (شترستوك)
إندونيسيا وأميركا
اتفاق تجاري بين إندونيسيا وأميركا بعد «معركة تفاوضية استثنائية» (شترستوك)

قالت الحكومة الإندونيسية إنها توصلت إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بعد «نضال تفاوضي استثنائي»، أسفر عن خفض التعرفة الجمركية الأميركية المقترحة على صادرات إندونيسيا إلى 19% بدلاً من 32%.

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق مع إندونيسيا، بعد مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الإندونيسي برابوو سوبيناتو.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ويعد هذا الاتفاق من بين قلة من الصفقات التجارية التي أبرمتها إدارة ترامب قبل الموعد النهائي في 1 أغسطس آب، المحدد لاستكمال مفاوضات التجارة الثنائية مع شركاء آسيا.

وقال حسن نصبي، المتحدث باسم الرئيس الإندونيسي، إن الاتفاق جاء بعد جهود مضنية قادها فريق التفاوض برئاسة وزير الشؤون الاقتصادية المنسق، مضيفاً أن الرئيس برابوو نفسه تواصل مباشرة مع ترامب لحسم نقاط الخلاف، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، بحسب رويترز.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

خفض الرسوم وتعهدات بالشراء

وبحسب تصريحات ترامب، تتضمن بنود الاتفاق تعهد إندونيسيا بشراء 50 طائرة من طراز بوينغ، إلى جانب صفقات لشراء طاقة أميركية بقيمة 15 مليار دولار، ومنتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار.

كما أشار ترامب إلى أن الاتفاق شبيه بصفقة مبدئية أبرمت مؤخراً مع فيتنام، ويتضمن إعفاء كاملاً من الرسوم الجمركية على الصادرات الأميركية إلى إندونيسيا.

لكنه كذلك يفرض رسوماً عقابية على ما يعرف بـ«إعادة التصدير» للسلع الصينية عبر الأراضي الإندونيسية، ضمن جهود الإدارة الأميركية لتقليص التفاف الموردين على القيود المفروضة على بكين.

ردود فعل الأسواق والمؤسسات المالية

سجل مؤشر جاكرتا للأسهم ارتفاعاً بنسبة 0.8% يوم الأربعاء بعد الإعلان عن الصفقة، وسط تفاؤل بأن الاتفاق سيكون دافعاً للنشاط الاقتصادي في البلاد، وأشار البنك المركزي الإندونيسي إلى أن الاتفاق يعد عامل استقرار للأسواق، ومن شأنه دعم النمو والصادرات.

وفي سياق متصل، قرر البنك المركزي الإندونيسي خفض أسعار الفائدة يوم الأربعاء، في خطوة اعتبرها مراقبون مدفوعة جزئياً بالاتفاق التجاري الذي وفر هامشاً إضافياً لتيسير السياسة النقدية.

وقال ميردال جونارتو، كبير الاقتصاديين في «ماي بنك إندونيسيا»، إن الصفقة تعتبر إيجابية نسبياً، إذ إن التعرفة المفروضة على جاكرتا جاءت أقل من تلك المفروضة على جيرانها في جنوب شرق آسيا، متوقعاً أن يفتح ذلك الباب أمام مزيد من تدفقات رؤوس الأموال إلى البلاد.

مكاسب وخسائر.. قطاعات مستفيدة وأخرى متضررة

أشار مات سيمبسون، كبير المحللين في سيتي إندكس، إلى أن خفض التعرفة من 32% إلى 19% يعتبر مكسباً واضحاً لإندونيسيا، لكنه نبّه إلى أن بعض القطاعات غير النفطية مثل المنسوجات والأحذية قد تتأثر سلباً نتيجة التعديلات.

في المقابل، فإن صادرات الطاقة والزراعة مرشحة لتحقيق استفادة مباشرة.

ورغم هذه المكاسب، حذّرت مؤسسة ناتيكسيس من أن الاقتصاد الإندونيسي سيظل عرضة للتأثر بالرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على الصين، والتي تعد الشريك التجاري الأكبر لإندونيسيا.

اتفاق تكتيكي في سياق متوتر

بلغ الفائض التجاري السلعي لإندونيسيا مع الولايات المتحدة 17.9 مليار دولار في عام 2024، وفقاً لمكتب الممثل التجاري الأميركي.

ويرى مراقبون أن الاتفاق الأخير يمثل نقطة توازن بين المصالح الأميركية والتوجهات الاقتصادية الإندونيسية، ويعزز موقع جاكرتا كمركز تصدير تنافسي في آسيا.

ورغم أن الطرفين توصلا إلى صفقة، فإن الرئيس برابوو أكد أن «باب التفاوض سيبقى مفتوحاً»، مشيراً إلى أن الحكومة الإندونيسية قدمت أفضل ما يمكنها تقديمه ضمن المعايير الوطنية.. وأضاف «لقد قدمنا عرضنا، لا يمكننا تقديم المزيد».