شدّد الرئيس المعيّن لمؤتمر الأطراف المناخي «COP 28» سلطان الجابر، على ضرورة وفاء الدول المتقدمة الأكثر إصداراً للانبعاثات الحرارية بالتزاماتها المالية تجاه تمويل الخطط المناخية الرامية إلى الحفاظ على مستوى ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية.

وقال الجابر في خطاب له أمام النسخة الـ14 من مؤتمر بطرسبورغ للحوار المناخي «مضت سبع سنوات منذ توقيع اتفاق باريس، ولم يتبقَ سوى سبع سنوات حتى عام 2030 لخفض الانبعاثات بنسبة 43 في المئة».

وتستضيف الحكومة الألمانية سنوياً المؤتمر لتعزيز الثقافة في كلٍّ من المفاوضات متعددة الأطراف وبين الدول المختلفة.

وتشكّل جلساته هذا العام منصة تجمع بين مخرجات ونتائج مؤتمر «COP27» وأجندة أعمال مؤتمر الأطراف COP28 المقبلة، وذلك من أجل تبادل وجهات النظر والأفكار والرؤى بشأن أولويات مؤتمر الأمم المتحدة المقبل للمناخ، والذي يعرف باسم مؤتمر الأطراف.

وقال الجابر إن «الدول النامية ما زالت تنتظر المئة بليون دولار التي تعهدت بها الدول المتقدمة (لتمويل السياسات المناخية) قبل 14 عاماً.. إن هذا الأمر يعوق التقدم».

وأجرى الجابر منذ توليه مهمة الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف «COP28» في يناير، بمشاركة الفريق القيادي للمؤتمر، جولة عالمية رفيعة المستوى للاستماع والتواصل التقى خلالها واستمع إلى رؤى وأفكار العديد من المعنيين من دول الجنوب، والقوى الاقتصادية الكبرى، والشعوب الأصلية، والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والشباب ومجتمع الأعمال.

.

ودعا الجابر إلى اتخاذ خطوات متقدمة للوفاء بهذه «الالتزامات» قبل انعقاد مؤتمر «COP28» الذي تعهد بأن يكون «جامعاً وشفافاً وأن يمنح المجال الكافي لكل البلدان والوفود للمشاركة والنقاش للتوصل إلى إجماع حول مصادر الطاقة».

وقال «علينا أن نقلل من الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري بينما نزيد في الوقت عينه من الحلول المنعدمة الانبعاثات القابلة للاستمرار والقليلة التكلفة.. إن التمويل المناخي حالياً وببساطة ليس متوفراً ولا يسهل الوصول إليه وليس منخفض التكلفة».

ولفت الجابر إلى أهمية التوصل إلى حلول ملموسة وبراغماتية لمساعدة الشعوب على التأقلم مع التغيّر المناخي وإلى ضرورة المواجهة بوضوح وصدق تام.

«حان الوقت لأن نكون جميعاً واقعيين.. ولا خيار أمامنا إلا في الاتحاد واستغلال الفرصة السانحة أمامنا أثناء التقييم العالمي (لمقررات ونتائج اجتماع باريس) لوضع العالم على المسار الصحيح. التوقعات عالية للغاية والثقة منخفضة جداً».

وقال «هذا العام أمامنا فرصة غير مسبوقة لتحويل السياسات إلى نتائج عملية ولوضع حد للتأخير»، مضيفاً «دعونا نبدأ في التوصل لنتائج حقيقية.. دعونا نتوصل لمؤتمر COP يجسد معنى الوحدة والعمل وللجميع».

وختم الجابر بالقول «إن العالم يطالب بتقدم تغييري وعمل تغييري».

.

من جهته، نبّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة فيديو مصورة إلى المؤتمر، بأن معالجة مسألة الخسائر والأضرار «الناتجة عن التغيّر المناخي في الدول النامية والفقيرة» هي أمر يتعلق بإنقاذ حياة الملايين.

وقال إن «الوضع يتطلب منا الصدق بإمكاننا حل المشكلات فقط عما نتمكن من تسميتها ومواجهتها.. لكننا لسنوات طويلة اخترنا النظر بعيداً».

وأضاف «نحن نعلم الحقيقة.. أرجوكم تصرفوا وفقاً لذلك».

في حين اعتبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أن الهدف من مؤتمر الأطراف المناخي هذا العام هو إعلان بداية نهاية عصر الوقود الأحفوري.

وقالت «إذا أردنا حلاً عادلاً يدعم الدول الأكثر عرضة للمخاطر فعلينا أن نعدهم للتحول في مجال الطاقة وعلينا أن نعالج الأزمات المناخية التي بات لا يمكن عكسها».