انخفضت نسبة مخزون الماء العذب عالمياً إلى سعة التخزين المتاحة بنسبة 0.8 في المئة تقريباً، وفق دراسة نشرتها مؤسسة «ناتشر كميونيكاشنز»، هذا الأسبوع.
وقالت الدراسة إن هذا الانخفاض مدفوع بشكل كبير بانخفاض مخزون الماء في جنوب العالم، بينما تشهد بلدان شمال العالم زيادة في النسبة نفسها، كما أكد الباحثون أن نقص المخزون يرجع إلى عدة عوامل منها نقص الجريان السطحي، وزيادة الكثافة السكانية، وكفاءة الخزانات.
الجريان السطحي
يحدث الجريان السطحي عندما يكون هناك ماء أكثر مما تستطيع الأرض امتصاصه، يتدفق السائل الزائد عبر سطح الأرض إلى الجداول أو البرك القريبة.
تُشير الدراسة إلى الجريان السطحي كسبب محتمل لانخفاض مخزون المياه، إذ انخفض الجريان السطحي العالمي، خاصة في المناطق الاستوائية، بشكل كبير خلال العقدين الماضيين.
وتشهد كل أميركا الجنوبية وتليها إفريقيا تناقصاً في الجريان السطحي بشكل خاص، الأمر الذي قد يُنسب إليه انخفاض نسب مخزونات المياه في القارتين الجنوبيتين مقارنة بمساحات التخزين الفعلية.
وقالت الدراسة «استمرار تراجع الجريان السطحي الإقليمي في المستقبل قد يضيف ضغطاً كبيراً على الخزانات العالمية لتلبية الطلب المتزايد المتوقع على موارد المياه».
الكثافة السكانية
تجاوز النمو السكاني العالمي الزيادات في إجمالي سعة التخزين المائية، خلال العقدين الماضيين، ما تسبب في انخفاض كبير في نصيب الفرد من المياه المُخزّنة.
كفاءة الخزانات
شهد القرن العشرين طفرة هائلة في بناء السدود، بدأت أولاً في أمريكا الشمالية ثم امتدت إلى بقية العالم المأهول، ما يُظهر زيادة مستمرة في مساحة التخزين العالمية خلال العقدين الماضيين، ولكن من ناحية أخرى يشهد مخزون المياه العالمي اتجاهاً تنازلياً.
واهتمت الدراسة بتقييم أوضاع الخزانات العالمية خاصة تلك التي أُنشئت بعد عام 1999، إذ أظهرت البيانات التي خلُصت إليها الدراسة أن نقص مخزون المياه يرجع بشكل ما إلى كفاءة الخزانات التي اُنشئت في هذه الفترة.
كانت جامعة الأمم المتحدة أشارت، في يناير كانون الثاني، إلى تخوفات بشأن انخفاض سعة تخزين السدود بنسبة 26 في المئة بحلول 2050 بفعل الترسيبات.
قالت جامعة الأمم المتحدة إنها تتوقع أن تنخفض سعة تخزين المياه العالمية من 6300 مليار إلى 4650 مليار متر مكعب بحلول 2050، بفارق 1650 مليار متر مكعب، أي ما يعادل الاستخدام السنوي للهند والصين وإندونيسيا وفرنسا مجتمعة.