ربما شهد العام الماضي نمواً قياسياً في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكن الوقود الأحفوري الذي يعمل على ارتفاع حرارة الكوكب استمر في توفير معظم طاقة العالم، وفقاً لتحليل جديد.
شكَّل النفط والفحم والغاز 82 في المئة من استهلاك الطاقة العالمي العام الماضي، وفقاً لتقرير المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية الصادر عن معهد الطاقة والاستشاريين «كيه بي إم جي وكيرني».
ووجد التقرير، الذي يحلل بيانات أسواق الطاقة العالمية، أن استهلاك الطاقة ارتفع بنسبة واحد في المئة في عام 2022، مع الوقود الأحفوري الذي يساعد على تلبية الطلب.
ووجد التقرير أن استهلاك النفط وإنتاجه كلاهما زاد العام الماضي، وشكل الغاز 24 في المئة من الاستهلاك العالمي للطاقة، بانخفاض طفيف عن 25 في المئة المسجلة في عام 2021.
شهد الفحم، وهو الوقود الأحفوري الأكثر تلويثاً للبيئة، نمو الاستهلاك بنسبة 0.6 في المئة في عام 2022 مقارنة بعام 2021، مدفوعاً إلى حد كبير بالطلب من الصين والهند، وذلك وفقاً للتقرير، وارتفع إنتاج الفحم العالمي بنسبة 7 في المئة.
وقال سيمون فيرلي، نائب الرئيس ورئيس الطاقة والموارد الطبيعية في شركة الاستشارات «كيه بي إم جي»، في بيان، «لا تزال حصة الطاقة العالمية التي تأتي من الوقود الأحفوري عالقة عند 82 في المئة، والتي ينبغي أن تكون بمثابة دعوة واضحة للحكومات للدفع بالمزيد من الإلحاح نحو تحول الطاقة».
شهد العام الماضي نمواً في توليد الطاقة الشمسية بنسبة 25 في المئة وطاقة الرياح بنسبة 13.5 في المئة مقارنة بالعام السابق، ومع ذلك لا تزال الطاقة المتجددة، باستثناء الطاقة الكهرومائية، تشكل 7.5 في المئة فقط من استهلاك الطاقة في العالم في عام 2022.
وقالت جولييت دافنبورت رئيسة معهد الطاقة في بيان، «شهد عام 2022 بعضاً من أسوأ التأثيرات على الإطلاق لتغير المناخ -الفيضانات المدمرة التي أثرت على الملايين في باكستان، وأحداث الحرارة القياسية في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية- ومع ذلك يتعين علينا البحث بجدية عن الأخبار الإيجابية حول تحول الطاقة في هذه البيانات الجديدة»، وأضافت «ما زلنا نسير في الاتجاه المعاكس لما تتطلبه اتفاقية باريس».
فقد اتفقت البلدان على خفض مستويات التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب بنسبة 43 في المئة بحلول عام 2030، لتلبية طموح الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وزيادة درجة الحرارة فوق 1.5 درجة مئوية، يهدد بشكل كبير احتمال حدوث تغيرات كارثية وربما لا رجعة فيها ويخاطر بإحداث نقاط تحول رئيسية، بما في ذلك موت الشعاب المرجانية وذوبان الصفائح الجليدية القطبية.
(لورا باديسون CNN)